الفصل الخامس♥

163 14 7
                                    

الفصل الخامس:-
ـــــــــــــــــــــــــ

_بفيلا منصور الصوفى_

كان الجو الاسرى لرجل سياسي منظم ك.. منصور الصوفى هادئ ومنضبط لا تخلو الصرامة من طبعه، رجل بدء حياته من الصفر ليصل بتفوقه العلمى والثقافى ليكون محافظاً للمدينة لعدة سنوات، الا انه قرر التخلى عن الامر لعدة اسباب خاصة، منها رغبته فى جمع اسرته امامه ليكون رقيب عليهم، راعياً لهم.

كانت اسرة الصوفى ملتفة حول طاولة الطعام لتناول وجبة الغداء المعدة،التى انتهت الخادمات من اعدادها لينسحبن واحدة تلى الاخرى.

بنظرات مفعمة، بالحنان تفحص منصور، اولاده التؤام ذوات السادس عشر عاماً (مجد،ومعتز) يأكلون بهدوء، وزوجته (ميرفت) المشغولة بهاتفها، فكانت الجلسة صامتة، ليكون صوته قوى النبرات افضل وسيلة لالتفاف رؤسهم نحوه:

-فين الهانم الكبيرة؟

عادوا التؤمان للاكل من جديد ووجوهم عابسة، تركت ميرفت هاتفها بعد ان كانت منشغلة بمتابعة الاخبار اليومية على احدى المنصات الاخبارية لتقول بنبرة حذرة:

-فرح لسه نايمة يا منصور، كان عندها امتحان امبارح فكا..

تقطع حديثها بنهايته حين قال بهدوء تدرج حتى وصل للغضب فالهدوء لم يكن من شيمه المعروف:

انا عارف يا ميرفت ان كان عندها امتحان بس ده كان، هى فين دلوقتى الهانم الكبيرة اللى المفروض تكون قدوة لاخواتها وتحترم وقت الاكل.

استكمل منصور حديثه بسخرية وغضب: تسيبك فى امورها مش مظبوط يا مدام، قولتى انها بنت وانك الوحيدة اللى هتقدرى تربيها بس الواضح انك لا عارفة تربيها ولا تعلميها، تقديراتها طول السنين جيد وبس مبتقدمش بنت منصور الصوفى لازم تكون فى الصدارة مش دور تانى، ، دلعتيها اوى، وانا مش عجبنى الوضع.

تضايقت ميرفت من لهجته الامرة فى الحديث واصراره على التدخل فى امور ابنتها لهذه الدرجة: منصور بنتنا بقت كبيرة كفاية انها تفرق بين اللى تحبه وبين...

"الى هنا وارتفعت اذناه استشعاراً للخطر ليصدح صوته الغاضب ساخراً:

-تحب! والله عال وعاوزها كمان تحب هى دى تربيتك يا ميرفت هانم.

تروت ميرفت قبل الرد عليه بغضب مماثل تجنباً لحتم الشجار امام ابنائها، فنظرت له نظرة لم تقل عنه صرامة مشيرة بعيناها نحو اولادهم، فصمت مجبراً مع توعده بعدم ترك الامر.

قطع الصمت المتوتر دخول فرح العابسة، فقد استمعت للحوار الدائر حولها وهى تنزل درجات السلم الداخلى للفيلا ،فاليوم لديها اجازة قبل ان تستكمل امتحاناتها وارادت اللعب مع اخويها،الا ان غضب والدها منها وتقليله الدائم لها، ازعجها وفاقم من الحزن بداخلها،فصنع ذلك التصرف االاف الاميال بينها وبينه وانغرست كلماته بقلبها،فطبيعة منصور الخشنة انعكست على حياته الاسرية برغم انه يقدر الحياة الاسرية،الا انه شخص عملى خشن لا يكترث،بما يهتم اولاده،بل يهتم بما يرده هو.

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن