أقتباس2

142 10 6
                                    

القمر عاوز، مساعدة؟

اختفت الحياة من جسدها، كاختفاء حبات الملح بكوب ماء، وبؤبئ عيناها الفزع،يريها تقدم هؤلاء الشباب منها، وقسماتهم العابثة تقطر شراً وتلاعب، شعرت بتجمد اطرافها،  حين قام شاب منهم بسحب حقيبتها نحوه والقاها، بعيدا عن محيطها، لترتاب اوصالها بشدة، حاولت القيام بارتجاف ملحوظ، الا ان قدميها خزلتها وبقيت مثبطة ارضاً، تسألت بنبرة خائفة والثلاث شباب يحيطونها، كأستحواذ، الشرطى على اللص، لتتشدق على الفور:

-لاء، مش عاوزة مساعدة، انااا، عاوزة شنطتى لو سمحت.

دنا احد الشباب منها متلاعبً بشفته بحقارة،_معروفة عنه_، تفاجأت بقرب وجهه نحوها الى هذا الحد الغير مسموح،لتصل اليها رائحة فمه الكريه ملوساً مصدر انفاسها، قائلاً بوقاحة منفرة:

-لاء عاوزة، وعاوزة حاجات كتير كمان.

ختم حديثه الفظ، بنظرة ذات مغزى دنيئ متفحصاً جسدها وخاصة منطقة الصدر بتمعن حار.

تخبطت سلمى خوفاً، الا ان اكبر ما استبد بها، كان الغضب من مغزى كلماته،ونظراته الوقحة نحوها،فلم تعى كيف ارتفعت يداها نحو وجهه السمج لتهوى عليه بصفعة، شبه حادة تلقاها صدغه المتشنج، ليحدجها "هانى" على الفور بنظرات نارية محتقنة،بثت الرعب باوصالها،فتفكير هولاء الشباب منحط للغاية،ونوياهم الغير مقروءة نحوها،يعجز تفكيرها المشتت،عن استيعابها فلم تتعرض لموقف كهذا من قبل او اى موقف يلستلزم تعامل عنيف من قبلها ،فحماية اخيها المرابطة بها على الدوام كانت تشعرها بالامان،ام الان فهى وحيدة بائسة بحق،شعرت بقلبها ينبض بوجل،ونبضاته تصرخ بأستنجاد بأخيها.

وعلى نحو غير متوقع، صدحت صرخات "سلمى"  عالياً حين قام، الشاب من خلفها، بقبض شعرها بطريقة قاسية،جعلت من عنقها، يشرأب للاعلى بقوة مُجبرة، لترتفع كلتا يداها معاً تحاول تخليص رأسها من قبضة الشاب، لتلحف انفاسه الحارة بغضب ملموس، اذنيها،حين قال بحدة،وقبضته تهز رأسها يمنى ويسرى بقسوة،وامتهان،لضعف قريرتها:

-غلطي يا حلوة، ولازم تتعاقبي،يلا يا هانى علم على الوسخة دى.

تبادلا النظرات،الوحشية، قبل ان يقبض "هانى" على فكها بحدة غاشمة، لتصدح صرخاتها عالية بشكل قوى، فقد ارتجت اسنانها من ضغط قبضته المغلولة،كما اشتدت قبضة الاخر على رأسها لتشعر بالم قاتل،ويداها المرتجفة تعجز عن مقاومة اياً منهم، وعيناها الكسيرة تطلق دموعها بأنهيار،عسى ان تستثير شفقة بعيدة كل البعد عنهم، صدح صوت"هانى" بنبرته المغترة، بوعيد خبيث:

-هتشوفى نتيجة غلطتك مع هانى السياف، تمنها كام.

تركت انظاره القاسية تفحصها، وحول تركيزه لصديقه الثالث المرابط امام باب المدرج، يٱمنه، خوفاً من انكشافهم،نادا عليه بنبرة مستمتعة:

-تعال يا اكرم، متفوتش اللى هيحصل.

رج الخوف بدنها، حين شعرت بيده القذرة تعبث بقميصها يحاول خلعه عنها، الى هنا وانهارت اعصابها، لتصرخ بهستيرية واستنجاد غير عابئة بالالم الساحق برأسها الملتوى ولا بقبضة "هانى" التى اشتدت على فكها حتى  خرج دماء غزير من فمها، كانت نظراته الخبيثة تتعلق بشفتاها برغبة ملحة بتقبيلها قبل شرسة مقرفة، ليكتم انفاسها ويحجب صوت صرخاتها المرتفعة، الى ان تحطمت اماله النكراء، حين جاء صديقه "اكرم" مهرولاً بخوف قائلاً:

-يلا، بينا بسرعة عامل النضافة سمع الصوت وجاي.

وما ان انتهى حديث "اكرم" حتى هرب سريعاً من الباب الاخر،وكذلك قام"اشرف" بترك رأسها بحدة وهم بالهرب قائلاً بخوف: يلا يا هانى مش وقته انت مش شايف حالتها.

ما ان افلت رأسها من قبضة "اشرف" حتى نفضت يد "هانى" بحدة ونظراتها الخائفة، تحولت للجمود المخيف.

حدجها "هانى" بنظرة مغلولة بزغ الوعيد فى ومضاتها المشترة قائلاً بتدليل قذر: انا عارفة انى قصرت المرة دى معاكى، بس متقلقيش هنكيفك المرة الجاية تشاو يا مزة.

اختتم حديثه الدنيئ  بغمزة، عابثة قبل ان، يسرع بالهرب.

وما ان اغلق الباب الخلفى، فتح الباب الامامى تباعاً ليطل منه عامل النظافة متفحصاً المكان حوله بسخط، الى ان وقعت انظاره عليها، بحالتها المريبة، من تشعث ثيابها وشعرها الغير مرتب، ووجها النازف، ساورته شكوك مقلقة حولها، الا ان عيناها الجامدة،وجسدها الساكن، كانا الاكثر غرابة بالامر برمته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"إهداء من القلب" ♥

بقلمي/ذكرى مصطفي

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن