الفصل الثاني عشر:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(ليلاً بالمشفى)
بعضً من الأوقات العصيبة، قد تشعرك بقسوة الأحتياج لأشياء دوماً ما كنت تفتقدها، او أفرطت فى التنعم بها، لتفتقد فى لحظة ما شعور لم تكن تعيشه وزادت قسوة أحتياجه، او تفتقد لشعور معتاد فقدت وجوده برعونة حمقاء.
تثأبت "سلمى" بخفة وحاجتها للنوم قد أشتدت لأخرها، بحثت بعيناها الناعسة عن شقيقها، لتجده كما كان منذ ساعات، يجري مكالمات عدة مع رجاله وحراس القصر وخاصة "مصعب" أقربهم لديه، ومازالت حالته الغاضبة تظهر بحدة صوته وتحركاته المنفعلة كما لاحظت جمود ملامحه الدال على تفكيره العميق والمستمر.
شعرت بالخوف والقلق عليه، فحالته لا تطمئن بالمرة فمنذ الأمس وهو بتلك الحالة المُتأهبة لمعرفة هوية هؤلاء الأوغاد فلسوء الحظ ذاكرتها المُشتتة؛ ٱثر رهبتها لم تساعده بشيئ وهو لم يرد الضغط عليها.
ما أن همت بالذهاب إليه، حتى شعرت بتيبس قدميها الشديد، فمنذ عدة ساعات وهي تُصر بعناد شديد أن تجلس هكذا؛ بأنتظار إفاقة الفتاة، رغم محاولاته الكثر لمنعها، فقد توسلته أكثر من مرة ليخضع بصعوبة لرجائها اللحوح، ومن حين لاخر يلقي عليها نظرة غير راضية لجلوسها لعدة ساعات هكذا.
حانت من "سليم" نظرة مُهتمة نحو شقيقته، ليلاحظ عل الفور ملامحها المُجعدة بألم سحيق، حرك أنظاره نحو قدميها ليعلم السبب حين وجد راحتها تمسح بأستمرار فوقهم، سب بداخله بضيق فتأكيداً جلوسها لعدة ساعات فوق ذلك المقعد الصلب هو السبب بتيبس قدميها.
تحرك نحوها بخطوات غاضبة قائلاً بضيق من تصرفاتها الطفولية بوجهة نظره:
-وبعدين معاكي يا سلمى، كفاية كدا، يلا روحي الجناح أرتاحي، كفاية أنك صممتي تفضلي كل ده.
اخفضت رأسها بخجل فلم تسطيع أن تصمد كثيرا لتقول بتعب ملحوظ بنبرتها المرهقة:
-حاضر يا سليم هرتاح، بس اول ما البنت تفوق انا عاوزة أشوفها أرجوك، عاوزة أكون جنبها وحسسها بوجودي زي ما كانت موجودة معايا، انا حاسة نفسي قليلة اوي، ومقهورة من اللي حصلها بسببي او...
قاطعها بحدة وأنفعال:
-مفيش حاجة حصلت بسببك يا سلمى، أنتِ ليكي حق وأنا هعرف أخده، اول ما البنت تفوق وأعرف اللي عندها، أبقي أعوضها عن موقفها معاكي.
أومأت "سلمى" بإذعان وبداخلها تمني لحوح بنجاحه، تسألت بفضول وأهتمام:
-سليم، هي البنت أسمها أيه، أهلها فيين؟ مش ملاحظ أن محدش سأل عليها!
فكر بسخرية بحديث شقيقته التلقائي، فبطبع قد أخفى كل شيئ له علاقة بما حدث، كما لم يكن، حتى يتسنى له معرفة هولاء الجناة الفارين، وبحنكة غير مُتكلفة منه، علم انهم أشخاص ذو نفوذ، فأختفاء تسجيلات الكاميرات بتلك الدقة كما لم تكن، وعدم وجود أي شاهداً لما حدث، سوى تلك الفتاة الطريحة، أكد له ذلك.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Lãng mạn"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...