الفصل الثالث عشر:-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــشعرت بالضيق والأنزعاج من نظرات الطبيب الجريئة لها، فيما أعتبرته "إهداء" وقاحة، ألا إنه كان إعجاب واضح المعالم، فكان يركز عيناه الزرقاء، فوق قسماتها المتعبة، بعبوس مستنكراً ذلك الذبول القاسي لملامحها المنمقة.
كانت تخفض عيناها للأسفل، وملامحها يعتريها الجمود كمحاولة، لتوقيفه عما يفعل من أستغلال لمكانته كطبيب، فلا يحق له الحيود عن صلاحيات عمله، فلولا عمله هذا لما سمحت له بمسك رسغها بين يده أو وضعه لتلك الالة فوق صدرها، متفحصً نبضها بذلك البطئ المنفر.ظلت لعدة دقائق هكذا بين أرهاقً ملحوظ، وألم يشوه قسماتها، لاحظ الطبيب "وسيم" حالتها ليجعد جبينه بضيق غريب عليه، قائلاً بهدوء ومراعاة:
-متقلقيش، تدريجياً هتحسي بألم، الجراحة فى المكان ده صعبة لانه حساس بس متقلقيش عملنا اللازم، وحالاً هديكي مسكن.
لم تنطق ببنت شفة، والالم يرسم معالمه بوضوح فوق ملامحها، فكانت تغلق عيناها بشدة فى محاولة لكبت دموعها فلم تعتاد بعد أن تُظهر ألامها أمام الاخرين، حاولت التحدث الا أن ضغط اللاصق حول عنقها أشعرها بالمزيد من الالم، راقبت الطبيب وهو يقوم بأفراغ أحدى العقاقير بمحلولها المغذي، ثم تدريجياً شعرت بالراحة وقل الالم الى حد ما، فهمست بصوت يكاد يسمع:
-شكراً.
أبتسم لها بدون وعي وصوتها الناعم، يدغدغ خلاياه القلبية فيصيبه بأهتزاز قوي يوحي بوجود خلل ما به، أبتعد عن فراشها، ثم وجهَ حديثه الهادئ لها، ومازالت عيناه تتفرسها بإعجاب:
-تقدري ترتاحي دلوقت، ومتتعبيش نفسك بالكلام، فيه لاصق معين هيتشال بكرا، وتقدري بعده تتكلمي براحة اكتر.
نظرت له بهدوء قبل أن تحيد بأنظارها نحو اللا شيئ، وتفكيرها يذهب لتلك اللحظات، وتساؤلات عدة تغزو أفكارها، ألا ان جسدها التعب ٱمرها بأغلاق جفونها المرهقة لتعود برحلة قصيرة، الى عالم الاحلام.
بقوة مبذولة منه، أستطاع أن يبعد أنظاره عنها، ويداه تعبث بتوتر بخصلاته الكثيفة، وما ان تأكد من غفوتها المؤقتة ٱثر العقار قوى المفعول، حتى غادر الغرفة سريعاً، وكل ما يتعلق بها أصبح يشغله بطريقة لم يعتدها "وسيم السياف"
..............................ظل لعدة دقائق يراقب شقيقته الغافية براحة فأخيراً أنفرجت قسماتها المتشنجة، لتبدو الراحة بادية عليها، تنهد بهدوء قبل أن يستقيم واقفً، وينحني بجزعه مقبلاً جبينها بحب، رتب بأصبعه السبابة خصلة، كانت تشرد فوق عيناها، ليبعدها بهدوء وتفرس بملامحها شديدة البراءة رغم قرب بلوغها السابع والعشرين، الا أن شقيقته بريئة لحد غير معقول، والسبب بذلك قلة تفاعلها واندماجها مع البشر، فقد رسم لها _مضطراً_ حدود معينة لحمايتها.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Lãng mạn"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...