الفصل الحادي عشر(2)♥

196 23 24
                                    

الفصل الحادي عشر (الجزء التاني):-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل تصورت يوماً، أن ترى الموت وشيكاً، وتعيش بحالة لا شعورية، منزوعة الاحساس، فقد الترقب، والعيون الصامتة والاذان المُصغية، والنبضات المتهدجة خوفاً، والمُبهمات الخيالية تغزو عقلك بطريقة عنيفة كادت ان تقتلع جذور تمسكك بالحياة.

الى أن يعود كل شئ، وتبدأ برجوع تلك الخطوات، وتختفي المبهمات والتخيلات الضاربة لفتات عقلك الواعي، نعم عُدت من جديد، وعاد قلبك ينبض وجلاً وربما أرتياحً وعدم تصديق، الا إن تجربة ذلك الشعور، أقسي من قدرتك على النسيان، فيظل ماكثً بأحتدام بالبقع المبهمة بداخلك، وبداخل أكثر التجارب جنوناً لديك.
........

أرتفع صدرها، مرة تلي الاخرى بشكل مُفاجأ وبطيئ، جعل من تلك الممرضة تهرع من فورها نحوها، تأكدت بفحصً قصير من بوادر إفاقتها من غيبوبتها القصيرة، لتسير مُسرعة نحو الخارج، ليجذب تهرولها، أنظار كلاً من "سليم" و"سلمى" وقد وكان أكثرهم تحفزاً، صاحب العروق الضخمة ككل شئ به، والتى أزدادت تصلباً مع حديث الممرضة المستبشرة:

-المريضة فاقت يا سليم بيه.

على الفور ٱمرها بصرامة لا تحبذ الجدل:

-أستدعي الدكتور فوراً.

أستجابت الممرضة لأمره، لتسير بسرعة نحو رواق ما، فمن يجرؤ على مخالفة ٱوامر أحد مُلاك المشفى،  أبتعد "سليم" عن "سلمى" الفرحة، وشفتيها تهمس بالدعاء الحار:

-الحمدلله، فاقت، يعني هي هتكون بخير.

أما هو كان جسده المتصلب معبراً عن غضب سحيق، يغزو أعماق كينونته، فشخص مثله، صعب التعامل الا انه واضح لدرجة كافية تعلمك انه على وشك قتل أحدهما، زفر بضيق قبل أن يقول بصرامة، موقفاً شقيقته حين أوشكت على التوجه تحو الغرفة.

-"سلمى" أستني لما الدكتور يشوفها.

أزعنت له بصمت وبداخلها، أرتياح كبير، ودعوة حارة بداخلها تنطلق بألحاح تتمني فيها شفاء الفتاة، أما الاخر ما كان يشغله حقاً هو معرفة هوية من أسامهم بقاموسه أموات.

.......

كانت ببقعة غامضة يحيطها السكون، المخيف، وخيالات ما، لا لون فيها تسيطر كلياً عليها، لتفشل جل محاولتها فى الهرب منها، الى أن تدرج بذاكرتها المشوهة لحظات مُبهمة، ولحظة تلي الاخر، تكرر أمامها ذلك المنظر المخيف والدماء تخرج من عنقها بغزارة، كأنها تهرب من سجن جسدها بأصرار، فكادت تسلب معاها روحها.

الا إنه وبلحظة غير معلومة، شعرت بأحتواء مجهول لها، ودفئً غريب تسلل بين أوصالها، لتطمئن جفونها وتنسدل فوق مقلتيها، فتحيل الرؤية عنها، وتباعاً لذلك فقدت الإدراك الحسي بما حولها.

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن