الفصل الرابع عشر:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع سطوع ضوء شمسً جديدة، تيقظت على أثره الحياة بأرجاء المنزل الصغير، فهبت النسمات الخفيفة والمنعشة من نوافذه المفتوحة على مصرعيها، لتبدد رائحة الخمول المنتشرة فى الارجاء.تحركت قدماه بغير هدى لتصتدم بإحدى الزجاجات المهملة أرضً، فصدر عنها صوتً فوضوي، أزعج قسماته الخمولة، مرت عدة دقائق قبل أن يزعجه ذلك الضوء الذى بدأ بالتحول ليصبح ساخنً يبعث النشاط بأجبار، فتح مقلتيه السوداء ببطئ، ونظراته الناعسة تنطق بكسلها الواضح.
فنظر من فوره للاعلى ليشرد بذلك السقف المتين، بألوانه القديمة، والاتربة تحتويه لتشوه جماله الساكن بقلبه، تحركت عيناه فى تفحص شجن حوله، ليعي بوجدانه وعقله اين هو.
بصعوبة ملحوظة رفع جسده الثقيل من فوق الارضية القاسية جالساً، غير عابئًا بتلك الأتربة التى مرمغت وجهه وشعره وملابسه.
أستنشق عدة أنفاس محمومة برائحة الاتربة العفنة، الا انها لم تكن الوحيدة المنفرة، قرب أطراف القميص الى أنفه، فتغضنت ملامحه فى أشمئزاز جام من رائحة قميصه المتسخل وشبه المبتل أثر عرقه المختلط برائحة المشروب النفاذة.تأفأف بضيقً وقرف وهو يزيل قميصه عنه غير محتمل لتلك الرائحة المُقززة، فتنفس بلهاث شديد، فى محاولة لجذب هواء منعش، يُبدد من بشاعة تلك الرائحة.
مرت عدة دقائق، بقى فيها جالساً بعدم اهتمام وذكريات عدة تفتك به، جذب خصلات شعره الكثيف للخلف مشدداً عليه بعدم وعي وعيناه يغزوها الاحمرار وجسده يرتج بأنتفاضات قوية، الى أن أستقام واقفاً بحركة مُفاجأة، ترنح جسده على اثرها عدة ثواني قبل أن يتوازن بشكل كامل، وصداع رأسه يفتك به بطريقة لم يعهدها مسبقاً، فظل يضرب رأسه عدة مرات بهسترية وهو يصرخ بغضب.
-اهاااااا كفاااية
على أثر صراخه القوى، تيقظ عقله شبه الواعي لمكالمة "سميرة" القاسية، فزفر عدة زفرات خانقة وعيناه تغشاها مياه مالحة، يوئدها كبريائه بقسوة وغضب، فتحرك بخطوات بطيئة نحو المرحاض، وقسماته يعتريها الجمود المخيف.
وقف أمام مغسلة الوجه الصغيرة والاتربة تحيطها من كل اتجاه، لم يشغله ذلك حين أدار بقبضته صنبور المياه العتيق ليصدر صرير مزعج يشاركه خرير مياه راكدة بداخله، أغمض عيناه فى كسد والمياه تندفع ببطئ متقطع، فأنزل رأسه من أسفلها ويداه تزيد من فتح الصنبور، لتنهمر المياه بأندفاع نحو رأسه مغرقة أياه ببذخ أستغلته حواسه كي تستيقظ من ثباتها الطويل، أستغرق عدة ثواني او عدة دقائق لم يدرك حينها كم لبث؟، كما لم يعي لتلك الدموع الغزيرة التى تنزفها عيناه المتعبة اخيراً، مشاركة المياه فى أنهمارها، وكأن كبريائه قد تخلى عنه حينها.
رفع رأسه نحو المرٱة البالية والكسور الحادة تغزوها بكثرة، ليصبح شكلها مروع حين نظر لها ورأي انعكساته الكثر عليها، خرجت شفتاه عن استقامتها، معطية أبتسامة ساخرة من حاله.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Romans"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...