إهداء من القلب" ♥
الفصل الثامن عشر:
ـــــــــــــــــ
_بالمشفى_وقفت"سلمى" امامه متخشبة الأطراف، مضطربة الانفاس كما لو كانت تعدو لمسافات دون توقف، احست بجفاف حلقها وصعوبة خروج كلمة منه بفعل الصدمة وهي تجده امامها على نحو غير متوقع، فـ امامها الحبيب المخادع الذى دمرها بوجوده ورحيله فى آن واحد؛
لقد كانت تحاول ازالة وهم حبه من قلبها ومحوه كلياً من ذاكرتها،ولكن الالم مميت مهما حاولت مدارته؛فقد احدث بروحها جرح وانكسار أستحال زواله، تجمعت بعيونها دموع حارقة وهي تتذكر تلك الليلة التى انهى فيها أرتباطهم بحديثه القاسي على مسامعها فلم يتوانى فيه لحظة عن إيلامها بأقسى العبارات، فكانت حروفه كالحمم تحرقها حية؛التمعت عيناها بدموعها الكسيرة وهي تحدق به بنظرة اظهرت تألم روحها وعدم قدرتها على تخطيه، فأصابت غروره وهو يعاينها بذات النظرة الساخرة المتشفية فيها؛ تقلص وجهها المتألم بتسأل طالما أرق مضجعها ولم يغادرها منذ تركها؛ ماذا فعلت ليتركها بهذا الشكل المهين لها؟ فيما اخطأت؟!! كاد ان يخرج تسألها للعلن الا ان حديثه التالي لم يتيح لها فرصة لذلك التسآل، فكيف سيبرر ما فعله بها وحديثه الان يعيد الضغط على وترها الحساس مرة اخرى بذلك البرود؛: سلمى!! يا بنتي انا مش قولتلك مينفعش تكوني لوحدك! ما تفهمي بقى انك مريضة ومش كاملة معرفش ازاي اخوكي سايبك كدا؛
كان يعي "ادهم" ما يفعله حديثه بها، فتأثيره ظاهر للعيان على وجهها المتألم ودموعها الغزيرة التى انسابت من عينيها رغم ما تكبدته من قوة لحبسها، كانت امامه ضعيفة تثير الشفقة الا انه لم يرحمها متعمداً فهو يعلم مدى ضعف شخصها وتزعزع ثقتها، فتجسدت امامه فرصة سانحة للانتقام من عدوه، فـ "سلمى" بنظره لم تكن سوى نقطة ضعف لـ أخيها... والذى اصبح عدوه اللدود بعدما فعله مع أبيه،فأضاف بحقد وكره ينبثق من داخله مشتعلاً: انا مش فاهم ليه متقعديش على كرسي زي ابوكي!! مش بتشوفي منظرك وانتِ ماشية بيبقي ازاي؟!
شهقت متألمة واسقطت دموع غزيرة متدفقة من عيناها فى انهيار ترجوه بالتوقف، دون أمتلاك القدرة على الاتيان ولو بكلمة تخرسه،أخذ جسدها بالارتعاش المنفعل وهي بصعوبة تحاول السيطرة على قدميها لتظل واقفة فهي لحظة اخرى وسينهار جسدها ارضاً ليثبت صدق حديثه، ورغم حالتها المزرية الا انه عاد مكملاً دون رحمة: كويس انك فى المستشفى ده المكان المناسب لحالتك انتِ عمرك مهتكوني بنت طبيعية اصلاً، متخيلة واحدة زيك تتحب وتتجوز وتخلف عادي!!؟
شعرت بتسارع قلبها بطريقة خطرة، وقد تشوشت الرؤية امامها والبرودة تلف جسدها بأجتياح كاسح،فحديثه يسقط كالسوط يجلدها، وينفذ لعقلها كالسموم بحقيقته المؤلمة، نعم فمن سيحبها بحالتها تلك!؟ والاطفال؟هي ابعد من ان تكون ام فهي تعاني أساساً من صعوبة فى الانجاب كأثر اخـــر سيئ خلفه حادثها المشؤم.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Romance"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...