أقتباس3

158 10 2
                                    


#لقاء غير متوقع#

الفصل السابع والاقتباس ده بدل الاحد القادم لاني هكون مشغولة وبإذن الله اشوفكم يوم الاربعاء بالفصل الثامن...

كومنتات كتير بقي، عشان اعرف رأيكم في الرواية،اكمل ولا لاء؟🚶‍♀️

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت "فرح" بارتباك امام المقهي المقصود فقد ارسل لها رسالة عاجلة مبهمة التعبيرات،بضرورة قدومها لمقهي قريب من جامعتها، تسلل القلق اليها؛ ماذا لو علم ابيها عن مقابلتها لشخص غريب بالنسبة له، الا انها سرعان ما تشجعت للدلوف اليه بخطوات قوية رزينة مستعيدة ثبات شخصها الغرور.

ارتشف قهوته اللذيذة بأستماع وتٱني وملامح وجهه المسترخية تعبر عن اعجابه بكل ما حوله، خاصة تلك الشعلة المتوهجة القادمة نحوه بثبات دوماً ما يحوز اعجابه، وما ان وقفت امامه بطلتها الساحرة لتسرق انظاره على الفور ، تطلع اليها بروية، حتى فقد تركيزه الكلي بما حوله ، انزعجت قسمات"فرح" من نظراته الغير مفهومة بالنسبة لها كما لاحظت بعض  النظرات الفضولية من حولها؛ اثر وقوفها الطويل ، لتجذب بقوة المقعد وتجلس عليه، ونظراتها الغاضبة تقذفه بشراشة:

-افندم؟

كانت "فرح" فى حالة استنفار وغضب من كل ما يحدث فلم تعي لنظراته  المستمتعة المنصبة فوقها، الا انها سرعان ما عادت لحالة التيه والشرود بعيناه الفيروزية الرائعة لترتخي اعصابها المشدودة وتصبح كالطير المرتجف امام نظراته الصافية، الا انها جفلت من تغير نظراته وصوته القوي ذو النبرة الخشنة يصدح:

-هو انا سمحتلك تقعدي يا انسة؟

وكردة فعل تلقائية وقفت "فرح" على الفور بوجه منفعل وانظارها متسمرة عليه بعدم تصديق، وهي تسمعه ينطق ببرود ونظرة غاضبة تعتلي ملامحه،لتعطيه هيئة قاسية لا تبشر بالخير:

-اتفضلي يا أنسة "فرح" واقفة ليه... 

ظنت "فرح" انه يدعوها للجلوس من جديد، الا انها سرعان ما صعقت وهي تسمعه يكمل بنبرة جادة لا تقبل النقاش.
-روحي يا أنسة "فرح" لو سمحتي.

ناظرته بشراسة وهي تسبه بداخلها بغيظ، وعيناها السوداء تطلق نظرات كالليزر الحارق من قوتها، لتغادر على الفور غير راغبة بسماع تبريراته، الا انه ولدهشتها لم تسمعه ينطق بحرف ليبرر تصرفه، ليزداد غضبها، فذهبت بخطوات سريعة قوية اثر انفعالها الملحوظ وهي تغمغم بغيظ وغضب:

-قليل ذوق، هو بغباوته "وليد" ابن انكل شرف ان ما وريتك.

كانت خطواتها السريعة تثير دهشة من حولها، فاسرعت من خطواتها نحو سياراتها لتقودها بسرعة متهورة وجسدها ينتفض غضباً، توعدت بداخلها ان تنتقم منه وتقتنص حق كرامتها المهدرة، فقد أهانها للتو بطريقة فجة وبشعة ولن تصمت على ذلك.

_لنعود لداخل المقهي_

كانت جلسته الباردة تعكس ما بداخله من مراجل متقادة من الغضب ومشاعر اخري استطاع انكارها لبرهة الا ان فاقت احتماله، فلم يستطع كبتها لاكثر من ذلك، ليستقيم من فوق مقعده المعدني ويسحبه خلفه ببطئ اثار ريبة من حوله، ثواني قليلة قبل ان يقف امام طاولة معينة، كان يجلس حولها رجلان،  تطلع كلاً من الرجلين اليه بدهشة وبعض الخوف، وقبل ان يستعلم اياً منهم عن الامر، تفاجأوا بالكرسي المعدني يشق الطاولة البلاستيكة نصفين، وذلك الشرس يمسك رفيقه من مؤخرة عنقه بطريقة مهينة قائلاً بشراسة وصوت خشن مرعب:

-مين بقي الجامدة  يا*** يا وسخ

ارتجف الرجل قائلاً بتلجلج خائف فمن الواضح ان من امامه، قد استمع لتغزله الوقح بتلك الجميلة حين اتت:

-ابعد عني يا مجنون انت بدل ما اقل م....

لم يكمل الرجل حديثه الاجوف، حين تكاتل عليه "وليد" باللكمات الشرسة منفساً فيه عن غضبه منذ استمع لغزله المقزز من كلمات بذيئة بحق"فرح" خرج عن طور تماسكه حين اسرع الرجل الاخر بالتشابك معه، لانقاذ رفقه، فتحفزت عضلات "وليد" قبل ان يغمغم بصوت خفيض متوعد: 

- راهنتوا غلط على حاجة تخص "وليد الخياط" فأستحملوا غضبي.

تناثر زبائن المطعم كحبات الارز حين بدأ التشابك الفعلي بين الرجلين والغلبة كانت ذلك الطور المهتاج غضباً، ليفسحوا المجال لهم، محتمين بأركان المقهي مشاهدين لما يحدث بترقب وخوف.

شعر "وليد" بالزهو والغرور وهو ينفض الغبار الوهمي من فوق قميصه الابيض الناصع سوى من بعض قطرات الدماء المتساقطة من فمه، ليلفظ كلمة غير محمودة معبرة عن فقدان اعصابه، قبل أن يبذق لعابه المتسخ بالدماء فوق كومة الاجساد الباقية من الرجلان.

…………………………

رواية "إهداء من القلب" 🖤

بقلمي /ذكرى مصطفي

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن