الفصل التاسع♥

124 13 5
                                    

الفصل التاسع:-
ـــــــــــــــــــــــــــــ

عَن عائشةَ رضي اللَّه عنها قالَت : طوبى لِمن وجدَ في صَحيفتِهِ استغفارًا كثيرًا♡

«استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(بـــ الجامعة الخاصة)

مسح "فواز" رئيس الحراسة الخاصة وجهه بقلق، فقد بحث عن "سلمى" لعدة ساعات الا ان النتيجة مرعبة فلم يجدها بأي مكان داخل الجامعة، شعر بالرعب من أختفائها فإن علم رب عمله بالامر، ستكون نهايته حتماً، فمن يقترب بإذي من عائلة الشامي ستصيبه لعنة ابدية موقوتة بغضب "سليم الشامي" تبادل النظرات المضطربة مع زملائه، لتصيبه خيبة أمل وهم يحدجونه بنفس النظرة الٱسفة خائبة الرجا، الى هنا لم يبقي لديه قوة احتمال، ليتناول بأيد مرتعشة هاتفه ليجري مكالمة خطرة مع رب عمله محتملاً صراخه الراعد والمهدد، كاد ان يبتل بنطاله خوفاً من جحيم نبرات "سليم" حين ابلغه مضطراً عن أختفاء شقيقته منذ الصباح الى الان.
...................................................

تطلعت "إهداء" بساعة هاتفها بقلق، لتشهق بزعر مبرر، وهي تعي تأخرها عن المنزل لكل ذلك الوقت فبتأكيد، والدها وصل الى المنزل منذ مدة، ولن يتهاون معها بالامر فستجبر على تحمل نوبة واعرة من الغضب، وقد يصل الامر لحرمانها من الخروج من المنزل لعدة اسابيع قد تطول كعادته بعقابها، فهي لا تعلم بعد بعودة سميرة للمنزل والا لأزدادت زعراً، لوهلة نجح وسواسها الداخلي الناتج عن خوفها، فلعنت سوء حظها لهذا اليوم، الا انها سرعان ما استغفرت ربها، فلو لم تأتي لتقابل تلك الوقحة "مهيتاب" لما اكتشفت ما حدث مع الفتاة من اعتداء بالضرب والتحرش، اغمضت عيناها بقهر مؤلم وتلك الغصة العالقة بقلبها تؤلمها على حال تلك المسكينة، فتجلت الشفقة فوق ملامحها العابسة بحزن، وهي تنظر لجسد الفتاة "سلمى" كما اخبرتها قبل ان تفقد الوعي، فقد نقلتها الى غرفة المعاينة الطبية بالجامعة بشق الأنفس بعد عدة محاولات مع الحارس الجبان وذلك العامل قليل الحيلة فقد وصل الامر بينهم الى محاولة منعها من طلب المساعدة للفتاة الا انها بطريقة ذكية،سيطرت على الوضع، حين هددتهم بفضح الامر وابلاغ المسؤلين بإهمالهم، لتخبو محاولتهم المستميتة حينها، ويزداد خوفهم من الامر، كما أن حالة الفتاة استجدت رحمة وشفقة من قلوبهم البسيطة، ورغماً عنها التمست لهم بعض العذر فحياتها البسيطة بين الطبقات المعدومة، جعلها تدرك أهمية اي عمل _رغم ببساطته_كيف يعيل أسرة كاملة ويلبي احتياجات افرادها من مأكل ومشرب وملبس وتعليم أطفال فالعمل بالنسبة لهم هو فرصة الحياة الاولي، ولذلك شفقة منها ستحاول أقناع "سلمى" بمسامحتهم الا ان الامر لا يخلو من تورطهم ٱثر أهمالهم بعملهم.

أقتربت"إهداء" من الفراش بهدوء عندما، لاحظت بوادر أفاقة من "سلمى" حين جعدت الأخيرة وجهها المتيبس؛ ٱثر الكدمة الكبرى بجبهتها، تأوهت "سلمى" بألم وهي تضع أصابعها فوق جبينها متحسسة ذلك الضماد الطبي فوق موضع الألم، لتنظر حولها بخوف حين داهمتها ذكريات تلك اللحظات الموحشة بسرعة فائقة، خرج نشيج حار متألم من حلقها وغصة مريرة أعترتها بقسوة، فأهتز جسدها ببكاء هيستيري ويداها تعبث بشعرها وثيابها بأهتياج، كمحاولة لمحو تلك اللحظات من الرسوخ فوق جسدها.

إهداء من القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن