الفصل الحادي عشر (الجزء الاول):-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ_بأحدي المشافي الخاصة_
خرج ذلك الطبيب من غرفة العمليات، وملامحه المستكينة يعتريها التعجب والفضول، ازال قناعه الطبي قليلاً ليكون بمحاذة ذقنه الشعس، وما أن اوشك على أخذ أنفاسه الطويلة بأرتياح، حتى تفاجأ بصوتً متأهب خشن يقول:
-هااا يا دكتور، حالتها عاملة أيه؟
نظر أليه الطبيب ببطئ وتفرس بهيئته، فهو معروفاً هنا فهو واحد من مُلاَّك هذا المشفى الضخم، أجابه بعملية شديدة لا تخلو من الفضول:
-حالياً، هي كويسة، الألة الحادة صابت الجلد، بجروح وتجلطات عميقة وقطع طولي فى شريان رئيسي، وللعجب أن العروق الدموية بحالة سليمة، بس من حُسن حظها أنها اتنقلت للمستشفي بأسرع وقت وكمان اتعملها أسعاف أولي كويس.
رأي "سليم" بعين الطبيب، فضول يحاول أخفائه، فزفر بضيق واضح قائلاً بحدة:
-طيب هتفوق أمتي؟
أنزعج الطبيب من حدته وأسلوبه المتعجرف فقال بأيجاز مقتضب:
-هتتنقل للعناية كمان شوية وبعد 48 ساعة أقدر أقرر أنقلها لأوضة عادية ولا لاء.
تقلصت عضلات وجهه بضيق وهو ينظر الى الطبيب، قبل أن يقول بذات النبرة الغاضبة والتى ظهرت للطبيب أكثر تعجرف وعنجهية:
-طيب تمام، تقدر تروح تشوف شغلك واللي هو البنت دي، عاوزها تكون فى أحسن حال وبأسرع وقت، مفهوم.
اومأ له الطبيب أماءة مقتضبة، قبل أن يعود ثانيةً لتلك الغرفة.
ما أن أختفى الطبيب من أمامه حتى عاد أدراجه نحو رواق ما، لم يستغرق به الكثير وهو يدلف لغرفة مُرفهة، فتح بابها الابيض ببطئ، قبل أن يحتوي بأنظاره الحانية، ذلك الجسد المستكين فراشاً بفعل المهدئات والادوية.
أقترب "سليم" من "سلمى" النائمة بعمق وأستكانة فوق فراشٍ وثير، تحيطها كافة سُبل العناية الطبية الفائقة، فهي لم تكن شخصاً عادياً فهي أبنة عائلة الشامي، جلس فوق المقعد الجانبي ببطئ وملامحه شاردة بطريقة مخيفة.
كان عيناه الملتهبة تتعلق بشقيقته، وبداخله ضروسً من الغضب وتفكير غير متوقف، فمن يتجرء أن يفعل ذلك بشقيقته؟، ولما؟ هل هو المقصود من ذلك؟، وهل "لكمال" او أبنه المدلل يد فيما حدث؟، وما علاقة تلك الجريجة بما حدث لشقيقته من أعتداء؟، ولما ساعدت شقيقته، ولما أرادو التخلص منها. الكثير من التساؤلات اللامتناهية، تعوق تفكيره وترهق صلابته.
شعر بقليل من الالم يغزو جبينه العريض ورأسه، فتحسسه بضيق وانفعال؛ كي يهدأ ألم رأسه جراء أنفعاله المكبوت.
أنت تقرأ
إهداء من القلب
Romance"إهداء من القلب" ربما طموح متفاقم، فوق فوهة محبطات، متأصلة بكيان اسرى غير سوى، جعلها ترسو اليه بشواطئ انوثتها، مغرقة عليه ببذخ مفرط من المشاعر، تستجدي بها، امانه وحمايته المجيدة.» « ربما ملمات الاعباء والمسؤلية، انسته ما هو عليه من كيان رجولى صلد...