009.

175 35 110
                                    

تركض..
تركض ولا يوجد هدف مُعيّن، لا وجهة محددة، تجهل ما خلفها وما ينتظرها..
تركض حتى انقطعت أنفاسها ولكنّ قدمها تأبى التوقف خشيةَ الموت.

الممر طويل جدًا أو هكذا شعرت من هَول الموقف وخشيتها من المجهول؛ أبوابٌ عِدّة تحيط بها من كِلا الجانبين، حاولت فتح العديد منها ولكن لا تقدر فجميعها قَد أُغلِقت سلفًا.
وصل الحال بمينجوو إلى الهَلع حينما استمعت لصوت شيء ما يُجِرُ بوتيرة بطيئة جدًا خلفها، ثُمّ صوت صفير خافِت يدلّ على بُعد مصدره. تداركت نهاية الممر وقَد لاحَ لها هذا الحائط بنهايته، وهنا هي تيقّنت أنّ لا مفر مِن الإمساك بها؛ مينجوو خسرت اللعبة بالفعل.

أغلقت جفونها بقوة وحاولَت الإسراع ولو قليلًا كأنّ هذا سيفيد، لا يمكنها الرؤية من الآن فقط تركض وتركض ومازال الصوت خلفها يقترب ويقترب ويصبح أعلى، ويجُرّ ما معه على الأرضية الصلبة بسرعة أكبر قليلًا؛ كأنما لا يُطيق الانتظار حتى يُمسك بضحية اليوم ليتسلى بها قليلًا مُشتاقًا للذة الأمر.
وفي غفلةٍ منها عن مُحيطها اصطدم جسدها بآخر بقوة، جعلها ترتد خلفًا كما فعلَ هو وكلاهما يضعُ كلتا يديه على جبهته أثر الألم، كما فتحت مينجوو عينيها بخوف تودّ أنْ تبصر مَن الذي أمامها، وبداخلها أجزمت لو كان هوسوك أنّها حتمًا ستموت مِن الرُعب قبل أن يُجهِز هو عليها.

"مَن..مَن أنتَ؟!" كلماتها المتقطعة هي ما فارقَت ثغرها المرتجف والدهشة باديةٌ عليها.

شابٌ يفوقها طولًا ولكن ليس بكثير، خصلاته سوداء ومبتلة بشكلٍ طفيف بعضها قد التصق بجبينه المتعرّق سلفًا بسبب الركض، بشرةٌ شاحبة كأنما لم ترى الشمس منذ أزل، وعينان بنيّة يكتسحُها الإرهاق الواضِح وكثرة السهر، أمَّا شفتيه فممتلأتان جافتان قليلتا التورّد، وجسده هزيل يدّل على كَم يكون نحيلًا قليل الطعام أو التغذية.
كل شيء بهذا المجهول يدُلّ فقط على التعب؛ الكثير منه أيضًا.

"وهَل سنتعارف ويوجد قاتل يلاحقنا! تعالي!" صاح بها يمسكُ يدها ويشدّها خلفه بقوة بالغة لا تبدو أبدًا على حالِه الضعيف هذا.

لم تركُض هي كثيرًا وإذ بها تُدفَع من خلال بابٍ لأول مرة تتبيّنه؛ عَكس الأبواب الحديدية الأخرى ذات اللون الأسود هذا كان أبيض اللون، ليس بحديدي وإنما خشبي كالعادي في أي منزل. الغرفة داخله كانت واسعة، يوجد بها عِدّة أسرّة ما يُقارب الخمس وهي تشبه خاصة المشفى كثيرًا، الإسعافات الأولية منتشرة بأماكن متفرقة بالمكان، الأدوية في خزانة طويلة ورفيعة لها بابٌ زجاجي، وأخيرًا مكتب خشبي مرتّب بعناية.

'كيم سيوكجين' هذا ما قرأت مينجوو في اللوحة على منتصف المكتب.
إذًا فهذه عيادة طبيب؟ هنا في مكان موحِش كهذا يوجد طبيب يُدعى سيوكجين؟ دقيقة أسيوكجين هو ذاتُه الذي يغلق الباب الآن متنفسًا الصعداء؟

《2》 لُعبَةُ البُوغِي || جونغ هوسوك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن