017: The Boogieman.

122 23 131
                                    

"جاك هل سبقَ وسمعتَ عن رجل البوغي؟"
سألَ هوسوك بخفوت يخاطب مَن يجلس أرضًا ويطالع الحائط أمامه بفراغٍ تام.

"وما هذا أيضًا؟"
نطق جاك متنهدًا، حقًّا لا رغبة له بالاستماع لحديث هوسوك الآن.

على كلٍّ كيف لهما التلاقي هكذا؟ كلاهما وجهان لعملةٍ واحدة؛ متى وكيف انفصلت هذه العملة ليتلاقى الوجهان بتلك الطريقة؟
أنْ يحادث هوسوك ويراه أمامه لهو شيءٌ من الجنون حتمًا..

لكنّ كلاهما مجنون بالفعل؛ ما دام جاك متواجد مِن الأساس ذاك يعني أنّهما مجنونان، أو هوسوك على وجه الخصوص.

"أسطورة..كان الأهل يستعملونها لتخويف أبانئهم. رجل البوغي لطالما تمثّل في كائن مخيف، وحش في رواياتٍ أخرى، رجل قبيح الشكل يستهدف سيئوا السلوك، وربما الشيطان أحيانًا". كان هوسوك يسرد حديثه بتململ وهو يستند برأسه على ركبتيه وينظر إلى جاك بهدوءٍ تخلله البرود "أردت أن أكون مثله في صغري".

"مثله؟" التفت له جاك عاقد الحاجبين؛ وأبصر بسمةً خافتة على محيا هوسوك قد تشكّلت "ما بالكَ تتحدّث عن أمور غريبة؟"

"أشارك أفكاري بدل الصمت المطبق؛ ثُمّ جاك ماذا؟ ألا تذكر كيف اعتادت أمي الحديث عنه دون توقف سابقًا؟ أشعر بالاشتياق لها ولا أدري أين هي". عاد وجه هوسوك لرقّته المعتادة في نهاية حديثه، ثُمّ أشاح بنظره عن جاك يطالع الأرض بيأس.

"وأنتَ ألا تذكر ما حدث لها؟" اقترب جاك إليه وجلس أمامه "هوسوك هل تذكر حتّى من أنت؟"

"ها؟" رفع له رأسه فورًا يظهر تعابيرًا مشوّشة "أنا جونغ هوسوك هذا كل شيء، درست في الجامعة وتخرجت مِن تخصص التجارة وعامل في مقهى بدوام جزئي، كما أكون راقصًا خلفيًا في العروض".

هو عرّف عن نفسه فورًا لجاك الذي ينظر له يحاول الإبقاء على ذاتها معالمه الخالية المعتادة؛ دونَ تفكيرٍ حتى كأنما يقوم بمقابلة عمل.

أمّا جاك فكان جدًا منزعج من فكرة المشاعر التي تجتاحه على غير العادة بسبب جلوسه مع هوسوك.

"جونغ هوسوك؛ مَن أنتَ؟"

"أنا لتوي قلت-"

"لا! واللعنة أجب بشكلٍ صحيح هل نسيتَ فعلًا؟!" صاح به جاك مغتاظًا وقد دفعه من كتفه حتى ارتطم جزعه بالحائط.

"يدكَ جاك.." تمتم هوسوك فورَ أن أمسك بيد الآخر نحوَ معصمه يضغطها بقوة؛ كردّة فعلٍ  لعنفه اتجاهه "مرةً أخرى لا تلمسني؛ وإلّا فصلتها عن ذراعك".

"لن تجرؤ". تبسّم في وجهه يدفع تعابيره المتألّمة بعيدًا، فذاكَ أمامه يضغط على معصمه بشدّة "لأنّك ضعيف يجهل هويّةَ نفسه. أنتَ نكرة هوسوك ولذلك صنعتني باحثًا عن تواجِدٍ حقيقي لنفسكَ الهشّة. أردت واقعًا غير ذاتكَ؛ كذبةً تصدّقها".

"أتهذي يا هذا؟" أبعد هوسوك يد جاك بعيدًا يلقي بها من بين أصابعه بقوة "ليتَ ذاك الهراء ينتهي سريعًا لن أتحمّل دقيقة أخرى أمامكَ". بتعابير متقززة بثق هوسوك حديثه يبقي على ساقيه مثنيتين، وهو حتمًا يعجز عن تحمّل أحاديث الآخر أمامه.

"هاكَ؛ أنتَ تهرب مجددًا". أصدر قهقهةً عالية يترك مجلسه أمام هوسوك، ثُمّ توجّه حيثُ فتحة في الحائط يركلها بقوة "أخرجوني من هنا بحقّ الإله". همس بحنق، لا يتدارك هوسوك الذي علّق عليه نظراته الثاقبة..

فكم يزعجه وجود جاك خاصةً كلما تذكّر أفعاله، يا تُرى ماذا سيحدث لو تخلّص منه الآن؟ أليست الفرصةُ متواجدة؟

ليته يدري أيّ الأمور الصواب يجب أن يفعل.

ليته يدري أيّ الأمور الصواب يجب أن يفعل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


تلت فصول ورا بعض ميتفهمش منهم حاجة

بس اللي جي هنرجع لعاداتنا وتقاليدنا ولعبتنا وعياطنا عادي جدا متخافوش (^u^)

《2》 لُعبَةُ البُوغِي || جونغ هوسوك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن