"جاك.." استمع المُستلقي إلى صوتٍ خفيضٍ يعرفه، فأفرجَ عن مقلتيه بثقلٍ يفتحهما؛ ثُمّ ضوءًا أبيضَ قد أبصره جعله يضع كفّه أمام عينيه ريثما يعتاده.
التفت برأسه نحوَ مصدر الصوت، لشابٍ يجلس أمامه ويزمّ شفتيه ينتظر منه ردًّا.
"أجننا أخيرًا؟" قالَ بصوتٍ متحشرج مُهلَك، ودفع بسمةً ساخرة مِن على طرف شفتيه.
"كفاكَ سخريةً! تظنني أفقه شيئًا؟" أجابه هوسوك بامتعاضٍ شديد، مقتضبًا ويبدو كمن حبسَ دموعه طويلًا يكادُ يختنق في حديثه.
"لكنني أراكَ أمامي هوسوك..هذا شيء مِن الجنون أيضًا". رفع جاك جزعه معتدلًا وأخذ يحاول فكّ تشنيجة جسده التي لا يتدارك سببها "ما هذا المكان؟"
"لستُ أدري". نفى هوسوك بخفّة يطالع الغرفةً مِن حوله ربما يتبين أمرًا جديدًا؛ ليسَ وكأنه لم يكن يحاول لمدّة ساعتين دون جدوى وأمامه جسد جاكَ متمدد كالموتى.
الغرفةُ كانت تخلوا مِن أي شيء تقريبًا..
فقط فراشٌ أبيض عادي يستوطنه جاك، أربعةُ حوائط اثنان بلونٍ ليموني يميل للخضار وأخرتين بلونٍ أزرق سماويٍ زاهٍ وكثيرًا، ثُمّ أخيرًا أرضيّة بلونٍ يشابه لونَ القهوة الكريمية الفاتحة."منذُ متى ونحن بهذا الشكل؟" تمتم جاك حيث بدأ يشعر بالامتعاض فعلًا مِن الوضع وصمت هوسوك السخيف هذا.
"ساعتين وستٌّ وأربعون دقيقة". اكتفى هوسوك بالإجابة مشيرًا نحو ساعة أمام فراش جاك.
"أنتَ تخنقني". نظر له وظهرت على عيناه البرودة المعتادة وصاحبتها الحدّةُ.
"أولسنا ذات الشخص؟ إذًا ماذا؟" ابتسم هوسوك بخفّة واقترب مِن جاك الذي أبعد جسده فورًا يصدر تعبيرًا متقززًا.
"لا هوسوك لا لا؛ أنتَ ضعيف! أو لا أعرف؛ لستَ أنا". نفى جاك سريعًا ونهضَ مِن مضجعه يمدد جسده "تذكّر أنّي أنا مصدر الحماية الوحيد لكَ هوسوك".
"تحميني؟" أصدر هوسوك ضحكةً عالية سريعًا وتحوّلت إلى دموعٍ يعجز عَن حبسها أكثر "بحقّ الجحيم أنتَ تقتل كلّ أصدقائي واحدًا تلوَ الآخر! أنتَ تتلذذ بتعذيبهم لأنّكَ مختلٌ يأبى الاعتراف بذلك!"
"صمتًا". وقفَ جاك أمامه، وتزامنًا مع أمره وضع سبّابته أمام فَمّ الآخر؛ وبسمةٌ أرهبته قَد تشكّلت تظهر عينيه متباينتان الألوان، زرقةٌ كالسماء وبُنّي فحمي يخدع الناظرين فيبدو كالأسود.
"أنتَ جاهل بكلّ ما حولَك؛ مَن أنا ومَن أنتَ؟وحتّى مَن هم 'أصدقاءكَ' كما تدعوهم. أنتَ وحيد وأخرق هوسوك، ما لكَ سوى إيّاي يقلق على أمركَ ويبعدُ خطرًا عنكَ يؤذيكَ..فهمتَ هوبي؟"
"لا أحبّ هذا؛ لأنّي أكرهكَ جاك". ناظره هوسوك مخاطبًا إيّاه بحدّةٍ وثبات عهدها مِن هوسوك كلما ألقى بحقيقةٍ لاذعة.
اختفت ابتسامة الآخر بالتدريج فعادت معالمه الجامدةُ تتشكّل، ثُم اعتدل يقفُ ويسير مبتعدًا عن الآخر يبحثُ بمقلتيه عَن مخرج.
شعرَ هو بالحرقةِ تتوسّط صدره، وبغصّةٍ تخنق أنفاسه وتقيّد عقله، وأخذَ يكرر جملةً واحدة لا يحبّذ كونه ألقي لها بالًا لهذا الحد يتردد صداها على مسامعه..
كانَ شعورًا خانقًا ومريرًا لأولّ مرة يجرّبه؛ فتساءل جاك بينه وبين نفسه: أهذا ما يسمّونه الألم؟
فهو نوعًا ما مؤلم كمُسمّاه!
cr: Aris_art_hell on twt.
أنت تقرأ
《2》 لُعبَةُ البُوغِي || جونغ هوسوك.
Fanfiction"هل تودُ اللعب معي؟" "أجل". "دينغ! إجابة خاطئة!" عزيزي القارئ إذا ما استمعت يومًا لصوتٍ ذي نغمة مخيفة يُعزف من حولِك.. وإذا شعرت بعدها بأنفاسه تضرب بجسدِك، وإن تَيقنتَ أنه عَزفُ صندوق موسيقى لُعبَةِ البوغي؛ اركض! فأنتَ في عِداد الموتى! -جونغ هوسوك. ...