يتمشّى بتلك الرُدهة وتزينُ ثغره بسمةٌ رقيقة تستمر بالاتساع كلّما اقترب من مدهوشا الملامِح؛ جونغكوك كان يطلب تفسيرًا بعينيه وهو يطالِع هوسوك يُريح مضرب كرة القاعدة على كتفه ويسير بتباطؤ نحوهما. بملابس سوداء وشعر مصفف بعناية وكأنما يتجهز لجزء مهم ينتظره من مدة.
"هوسوك؟!" تمتم يونغي مرتعبًا ومشوّشَ الفِكر، عقله يضع ألف فكرة في الوقت الراهِن حتّى باتت الثواني تمر عليه كالساعات الطويلة.
ربما هوسوك أتى لينقذهم من كل هذا.
ما هو 'هذا' بالتحديد؟
لعبة؟ مختطفون هذا مؤكّد، لكن ماذا يفعل من لقّبه بتوأم روحه في هذا المكان وبتلك الحُلّة الغريبة!"مازلتُ أذكر قولَك سابقًا أنّك تكره أفلام الرعب يونغي.." هذا كل ما قاله هوسوك بنبرة متزّنة جدًا، تخلوا من أي مشاعر واضحة بها.
عادت تساؤلاته مرة أخرى، يفكّر بحيرة بالغة ومرارة تؤلمه إلى أين ذهب الدفء والعفوية اللذان يخرجان بكل وضوح مع كل حرف ينطقه هوسوك عادة؛ أين هو صديقه؟
هذا لا يُحتمَل سيفقد صوابه إنْ استمرّ الوضع هكذا.
"وأذكر كذلك قولَك أنّ القاتل المتسلسل صاحب وجه المهرج مختل بالكامل؛ وأنّك تمقته بشدة، تتمنى موته بأبشع الطرق أيضًا همم". أومأ بخفة مع همهمته الأخيرة تزامنًا مع وقوفه أمام جسد يونغي المتسمّر، كما الحال مع جونغكوك الذي توقّف بكاؤه وأي فعل آخر تقريبًا "إذًا لما لا تُريني مهاراتك الآن؟ أم أنّ المحقق الذي بداخلك يتوقف عن العمل فورما تواجه الحقيقة؟" تكلّم بوتيرة بطيئة وهو يمسك بذقن يونغي ويضغط على فكّه بخفة تزداد ثِقلًا مع كل كلمة ينبث بها.
رفع يونغي يده يصفع بها كفّ هوسوك بقوة يبعده عن وجهه.
أكثر ما يكره هو تعدّي الحدود. كأنّ هنالك وجود لشيء كهذا فعلًا وسط تلك الأحداث الغريبة، وأمام هذا الغريب."مَن أنت؟" سأله يونغي بذات الوتيرة البطيئة؛ لقد أنكر بالفعل أن هذا هوسوك..وسيقسم بصدرٍ رحب على أقرب كتاب مقدّس هنا أنّ هذا واللعنة لا يمدّ لصديقه الجميل من قريب أو بعيد.
"كَبوسك الأسوأ، قضيتُك المثيرة، فيلم الرعب الذي تهابه كثيرًا؛ أنا جاك هوفمان". نطق باستمتاع وهو يترقّب ردّة فعل يونغي والذي مازال هادئًا لدرجة مخيفة.
يبدو وأنّ من هول الصدمة رافق جونغكوك في ردّة الفعل حيث توقف عن العمل تمامًا.
جاك بالفعل لم يبدأ مع جونغكوك بعد..
هو فقط يكره يونغي كثيرًا، هو فعليًا كان يتخيل أبشع السيناريوهات وأكثرها ألمًا ويظل يضحك بخفية كلما صاحب تخيلاته مظهر يونغي وهو يخوض كل هذا.
كيف سيعطيه كل شيء ويسلبه منه مرة أخرى..
وكيف سيعيد الكرّة مرة واثنان وألفًا حتّى يُشبِع فضوله الذي أوصله لهذا الحال.
أنت تقرأ
《2》 لُعبَةُ البُوغِي || جونغ هوسوك.
Fanfiction"هل تودُ اللعب معي؟" "أجل". "دينغ! إجابة خاطئة!" عزيزي القارئ إذا ما استمعت يومًا لصوتٍ ذي نغمة مخيفة يُعزف من حولِك.. وإذا شعرت بعدها بأنفاسه تضرب بجسدِك، وإن تَيقنتَ أنه عَزفُ صندوق موسيقى لُعبَةِ البوغي؛ اركض! فأنتَ في عِداد الموتى! -جونغ هوسوك. ...