الفصل الرابع والعشرون!

325 18 18
                                    

" حور لم اتوقعك كذالك ، لم اتوقع ابدا!"
تجمدا لثوان وعينا جيمين متسعتان تناظرها بصدمه بينما هي شحب وجهها تناظره بذهول ، انخفضا ذراعي جيمين الذي كان يحصرها بهما  ، ليلتفت ببطئ ليلمح تاي الذي يقف بملامح جامده ليرفع سبابه مشيرا لحور التي تقف خلف جيمين تتخفي به وهي تتمني لو الارض تنشق وتبتلعها ، نفث تاي هاتفا بها بقسوة" لم اتوقع من شقيقتي المهذبه المحافظه ان تتدني الي هذه الدرجة وتوقع صديقي صوب عينيها وخططها !" رجفة قلبها تحولت لصدمة وهو يكمل " لتوقعه في حبها !" صرخ به جيمين بغضب وهو يرفع كفيه يضعهما علي صدر تاي دافعا اياه للخلف ليهتف به جيمين بجنون هادر " ما الذي تتفوه به هل جننت؟!" اندفع تاي نحوه هاتفا بانفعال صدمته منهما " انا لست مجنون ، انا اواجهه الحقيقه ، يستحيل لك ان تقع في حب مسلمه عربيه ، لطلاما كنت تتمني فتاة كوريه جامحه تناسب خيالك الصعب ، فتاة ليست بمحافظه بتاتا ، بكل تاكيد خططها كانت ماكره لتوقعك بتلك السهوله !" صدمة جيمين من كلام تاي التي لم يتوقعها جعلته يقف متجمد بعدم استيعاب بينما حور التي تقف بقلب يتفتت الما وكلمات شقيقها تقطع روحها بمنشار بارد ليكمل تاي بقسوه اكبر " ماذا اعطيتية لتنجحي ماذا فعلتي ، كيف تخذلينني كيف !" وهنا اندفع جيمين بجنون هاجما ع تاي الا ان حور ، اتجهت لتقف فجاهه بينهما لتوقف الامر لتلتفت وتقفه امامه بوجهه شاحب كشحوب الموتي لترفع كفها صافعه اياه بقوه هامسه بصوت ميت " الخذلان الحقيقي هو الذي اشعر به في هذه اللحظه ... ومن الشخص الوحيد الذي هو ظهري وظلي !" انهت جملتها وهي تبتعد بخطوات سريعه متعثره تحاول كبت دموعها ، حتي وان نجحت ماذا عن الالم الذي ينحر روحها ببطئ! ، بينما جيمين نظر بعتاب لتاي المصدوم ، ثم انتفض جيمين راكضا خلفها في همس متوسل لان تنتظر الا انها كانت تركض حتي وصلت لغرفتها مغلقه الباب خلفها ، انشطر قلبه وهو يستمع لصوت بكائها المقهور من داخل الغرفه ، بكاء وجعه وصل له بطريقه بشعه! ، وكانما....كانما قد فقدت احد عائلتها!
" حور رجاء افتحي لي الباب ، دعيني ادخل ، حور ، توقفي عن البكاء ، تاي يبدو انه ليس بكامل وعيه لقد كان مخمور ... حور !" رغم رجاء جيمين المستمر لم يوقفها من انهيارها في بكاء مرير وحديث تاي يتكرر بعقلها كسكين ثلمة تنغرس بداخلها ببطئ معذب ، ليراودها شعور غادرها منذ ان جائت لهنا شعور  .... اليتم!
-----
لا يعلم جيمين كم مر عليه من الوقت وهو جالسا في غرفته يشاهد عبر زجاج النافذه السماء مهموم شعور  احتله كليا ، سحب شعره للخلف هامسا باحباط متالم" اكان عليك الشرب امس ، لا اصدق حقا!" يدرك حبها الشديد لتاي ويدرك ان حديث تاي اوجعها وجعاً لا يُغتفر ، كلام تاي اوجع قلبه فكيف بقلبها هي!!
لم ينتبه متي رحلت حور ! ، ان الغرفه فارغه منها! ، جن جنونه وهو يركض مهرولا الي حراس البوابه ليخبروه انها خرجت فجرا برفقه حقيبتها ، سحب شعره لعنف هامسا بعدم تصديق" حور!" انهي همسه واضعا الهاتف علي اذنه منتظرا ردها بقلب مرتجف يخفق هلعا ! ، لا رد  فالهاتف مغلق!!! ، صرخ بعنف راميا الهاتف ارضا فور دخوله للمنزل ، بينما ظهر تاي المرهق الذي استيقظ لتوه ، اقترب منه جيمين مندفعا بهجوم صارخا به " لقد رحلت بسببك ، تركت المنزل ، هاتفها مغلق ، كيف تفعل بشقيقتك هذا ، كيف هانت عليك الي هذا الحد ، كيف اخبرني!" ادمعت عينا تاي ، عيناه التي اتسعت بذهول دافعا جيمين عنه راكضا الي غرفتها ليبحث عنها
تاركا جيمين منكس الرأس بشعور الانطفاء ، بينما اقترب جونغكوك قائلا بقلق" ماذا حدث ، لماذا تصرخ عليه هكذا !" رفع راسه ليلمح ار ام وعيناه تحمل ذات السؤال الذي طرحه جونغكوك ، همس جيمين بغضب مكتوم " فقط هو اثار غضب حور !"  ثم انسحب متهربا منهما لغرفه حور حيث تاي الجالس ع فراشها محاولا الاتصال بها ، انحني جيمين لمستواه ممسكا بكتف تاي وعيناه تغليان غضبا ليهمس بحده" كن متاكد ان شقيقتك لم تخطط لايقاعي في حبها ان كنت تظن هذا ، لقد وجدتها في داخلي ، في ادق تفاصيلي ، مزروعه بشكلا يستحيل ازالته او انتزاعه ، كل ذالك بدون ان تحاول ان تقترب مني ، كانت دوما تحاول ان تتهرب مني ، لكنني دون ان اشعر وقعت بها !" ثم اعتدل متجها للباب في هدوء ليقف حينما اردف تاي بصوت مهزوز " لم اتعمد قول هذا ، لقد كنت مخمورا كما ان الصدمة والالم ملئوني فتفوهت بما لا يجب التفوه به!" 
دون ان يلتفت جيمين اكمل طريقه للخارج اسفل نظرات الشبان المتعجبه القلقة
-----
سحبتها هاندا الي احضانها مدمعه الاعين وهي تهمس برجاء" اهدئي حور ارجوك ، انتِ تؤذين نفسك ، لم تتوقفي عن البكاء منذ امس " بينما اسيا في تتحرك بشكل هستيري تشتاط غضبا لتهتف بانفعال " بالتاكيد شقيقها ، حور لا تنهار هكذا الا من الاقرباء لقلبها ولا يوجد من اقرب لها من تاي !" قالتها وهي تتذكر انهيارها في وفاه والدتها ،
بصوت موجوع متوسل هتفت حور بين شهقاتها" اين انتي يا امي ، لتنزعي عني هذا الالم الذي يسكن صدري ، اين يدك التي كانت تربت علي فتنسيني الدنيا وما فيها ، اين عناقك الذي يسكني في جنه من الامان والراحه!" ضمتها هاندا اليها بقوة محاوله كتم دموعها التي تكاد تنحدر لوجع كلماتها الذي اندفعت لقلوبهن في قسوه ، باعين ممتلئه بالدموع اقتربت اسيا من حور وتحتضن كفي حور الممسكان بهاندا لتهمس بغصه بكاء " نحن هنا معك ، لا تبكي ارجوكِ ، توقفي انتي تجلعيني انهار اكثر !" انهت جملتها وهي تضرب بعنف علي الفراش الذي تجلس عليه هاندا وحور ، قالت اسيا جملتها قاصده استمرار ايهم في محاولاته للتواصل معها ، قالتها وهي تعني ان هناك توقع وهلع ان ياتي ايهم الي كوريا !
-----
" حسنا امي ان اتصلت بك او وصل اليك اي معلومة عنها رجاء اخبريني .. وداعا " قالها تاي باحباط شديد مغلقا الاتصال وهو يبعثر شعره باختناق شديد و غصه موجوعه تقبض قلبه بقوه ، كيف قال كل تلك الكلمات القاسيه ، كيف هانت عليه تؤم حياته!! ، صرخ بغضب دافعا الطاوله " اللعنه علي الخمر جميعا !"
" اسمع تاي ، هناك بث عن افتتاح مشروع حور ، اجتمعو !" هتف بها جين بحماس ، انتفض جيمين تاركا الرياضه القاسيه الذي كان يخرج بها غضبه واحباطة ليتجه لركضا للتلفاز بينما انتفض تاي مهرولا الي الداخل ، ليقفو مسمريين محدقين بالاخبار والتي كانت ... بلا حور !
----
بعد مرور ايام

 بين قلبي BTS  ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن