" كاميليا "
كل شيء حدث كالبرق. لحظات خاطفة وانتهى كل شيء، وتتوالى بعدها الخيبات على رأسي. حتى الندم لم يعد يشفع خطيئتي، فأنا من تقدَّم في البداية دون أي وعود أو خطط مستقبلية، وأسلمته مقاليد قلبي وأصبحت ملكه بمنتهى الخضوع، فالخطأ ليس خطأه مطلقًا.له كل الحق بعد ذلك أن يخيرني: إما أن أستمر في مكاني كعشيقة مضمونة، أو أُطرد من جنته حتى لا أسبب له أي إزعاج. أحتقر نفسي بشدة على ما وصلت إليه بسببه، وأحتقر تمسكي به حتى الآن وعدم لفظه من قلبي وعقلي بكل ما أوتيت من قوة. استمراري في ضعفي وتخاذلي يقتلني.
تزوجها بالفعل وما زلت منبوذة بالنسبة له، ويا لسخرية الأقدار التي جعلته هو من يبتعد وينبذ، وأنا من يحترق شوقًا. كل ما يشغل تفكيري هو: هل يحبها حقًا، أم هي بالنسبة له صفقة وسيتخلص منها بعد حصوله على ما يريد؟ وهل سيبقى على وعده معي حين يتخلص منها، أم ما زلت معلقة على هذه الحبال البالية؟
أيام طويلة مملة وأنا في انتظاره حتى أتى. شهرٌ بالتمام والكمال بعد انقضاء شهر العسل، كنت أجلس في مكتبي منشغلة كالمعتاد وكان باب المكتب مفتوحًا. وبينما أرتب بعض الأوراق بين يدي، اجتاح المكان من حولي رائحة عطرية قوية جدًا وفاخرة اقتلعتني من تركيزي، أسكرتني للحظات قبل أن أرفع وجهي لأراه ماثلًا أمامي بقامته المهيبة.
مظهره العام اختلف اختلافًا كبيرًا، فقد كان حليق الذقن بعد أن كان يتركها نامية بطريقة عشوائية. وأصبحت خصلات شعره أقصر ومرتبة ومصففة بطريقة جديدة تليق جدًا بوجهه وتجعله أكثر وقارًا وأكبر سنًا من حقيقته. وظهر بحلّة مهندمة باهظة الثمن. أما عن جاذبيته، فكانت في هذه اللحظة تفوق جاذبية ذلك الممثل الشهير الصاعد ليوناردو دي كابريو الذي أعشقه.
تجمدت في مكاني للحظات وشرت قشعريرة تدفقت من أسفل عمودي الفقري لتنتشر في كافة جسدي المسكين، قبل أن أفيق على صوته الرخيم وهو يقول بلطف مع نصف ابتسامة ساحرة:
- صباح الخير يا كاميليا..
ازدردت لعابي وأنا أطالعه بصمت دون رد وكأنني نسيت كيف يكون التحدث، تنفست بعمق وحاولت باستماته التحرر من تأثيره ورددت بنبرة خرجت محشرجة قليلًا وما زال التيه محفورًا على ملامح وجههي:
- صباح النور.- أخبارك إيه ؟!
أجبت ببطىء وكأنني اسحب الكلمات من بئر عميق:
- تمام، الحمد لله..
- ماشى يا كاميليا أنا فى المكتب ياريت تجبيلى القهوة وتيجيلي.
أنت تقرأ
جنّة إبليس
Mystery / Thrillerماذا إذا اجتمع الشر المطلق مع الذكاء ؟! وماذا إذا اجتمعا كلاهما مع النرجسية وجنون العظمة وعقدة نقص دفينة ؟! حتماً ستكون النتيجة كارثة بشرية ، وها أنتم الآن في موعد مع هذه الكارثة ... موعدكم مع شيطان بشري لن تروا في خبثه وتلاعبه وخداعه .. الانتقام عد...