اقتباس ( لعبة صراحة )

2.6K 261 22
                                    


- لا ثواني كدا عشان أنا مش قادرة استوعب كل اللي انت قولته من شوية دا ..

صمتت قليلا في محاولة بائسة للاستيعاب ، ثم تحدثت من جديد بنبرة غير مصدقة قائلة :
- يعني أنت عملت كل دا ؟!!!

نظر لها بملامح هادئة واكتفى فقط بإماءة إيجابية، ليزيد بعدها اتساع عينيها وهي تنظر له بصدمة ولسان عاجز تماما عن النطق .

وبعد لحظات تكلمت بنبرة لا تخلو من الاندهاش والاستنكار :
- يعني أنت عملت كل دا بجد !!
أخدت أختك عشان تربيها وعقدتها ورفضت كل العرسان اللي كانوا بيتقدمولها لحد مقربت على التلاتين ودمرتلها حلمها ..
وصاحب عمرك خطفت منه خطيبته و.... لا سوري خطفتها مرتين... قصدي خطفت اتنين كان خاطبهم وشاركته معاك في شغلك وفي كل الشر اللي عملته ولما حاول يبعد عنك ويشتغل لوحده حرقتله مكتبه !!!
لا وحبيبتك اللي علقتها سنين بعد ما استغليتها في شغلك ومع مراتك ولما بعدت عنك واتجوزت خربت حياتها وبوظت علاقتها بجوزها لحد متطلقت واتجوزتها في السر وبعدين طلقتها ..
لا وكله كوم ومراتك كوم تاني اللي خونتها مع صاحبتها ومع كل أخواتها في الإسلام تقريبا ودمرت ثقتها في نفسها وهديت المشروع بتاعها لما حسيت انها بدأت تعمل علاقات كتير وتقوى وتستقل ...

توقفت مرة أخرى ثم أردفت باستهجان أكبر : وبتحكي كل دا وشايف أن مشكلتك أنك طيب وكلهم أذوك وجرحوك ؟!!!!!!
دا طبعا بعيدا عن شغلك اللي ما شاء الله مش محتاجة أتكلم عنه .
لأ إيه الجبروت دا بجد !!!

نظر لها بوجه خالي من التعبيرات وأخذ يتفحص ملامح وجهها ، الذي كان ينعم بالحيوية والتفاؤل قبل قليل ، أما الآن فقد تبدل تماما وكأنه غرق للتو في بحيرة مليئة بالصدمة والإحباط .

حتى تحدث بندم حقيقي قاطعا شرودها المؤلم :
- شوفتي بقا .. أنتي اللي صممتي تعرفي ، قولتلك بلاش وإني مش حابب أخسرك ، بس أنا للأسف كسبت الرهان ، و دا أول رهان في حياتي أزعل إني كسبته .

نظرت له بمشاعر متخبطة ، ولكن أكثر ما كانت تستطيع تميزه من بين كل هذه المشاعر المتضاربة هو الإحباط ، فقد كانت طوال هذه الفترة تحاول عدم تصديق أشياء كثيرة سمعتها عنه ، فما رأته منه جعلها حقا حائرة ، ولكنها كانت تقترب من أن تكون بصفه، وتصدق بأن كل ما يقال حوله مجرد شائعات ومبالغات يتعرض لها الكثير من المشاهير ورجال السلطة ، لكن بعد ما سمعته اليوم ، وما قاله بمحض أرادته ، وهي تعلم أنه أخفى ما هو أعظم بكثير ، أصابها حقا بالإحباط والصدمة .

ولكن بعد كلماته المتندمة والتي ذكّرها فيها بوعدٍ قد أخذته على نفسها من قبل أمام اعترافاته ، جعلها تحاول جمع شتات نفسها من جديد ، أما هو فما زال ينظر لها ولا يرمش جفنيه ، فأخذت شهيقا عميقا واطلقته ثم تحدثت من جديد قائلة بنبرة جاهد أن تكون محايدة في محاولة بائسة لقبض زمام الأمور مرة أخرى:

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن