نيران صديقة

5K 438 50
                                    


"جميلة"

انتهيت من هادي و طويت صفحته بالكامل ، لم أعد أفكر في أحد سوى هشام ، الذي ما زال فى طريقته معي بعض الجفاء ، ولا أعلم كيف اُرضيه ، إستمرت العلاقة بيننا على هذا المِنوال حتى حدثت الفاجعة .

استيقظت من نومى على صوت هاتف المنزل الذى يدق بألحاح شديد ، لا أعلم من المتصل فى هذا الوقت المتأخر ، فالتقطت السماعة لأرد وفى صوتى بعض النوم ، وجدت صوت ذكورى يحدثنى وبه بعض الارتباك ويقول :

- الو .. جميلة معايا ؟!

رديت بخمول :
- ايوة انا .. مين معايا ؟

- انا الدكتور شريف عبد القادر

نفضت عن رأسي آثار النوم حتى انتبه جيدا ، فتحدث الطبيب الخاص بوالدى فى هذا الوقت أثار فى قلبى الكثير من القلق .
- اهلا يا دكتور .. خير هو فيه حاجة ؟!

- والدك عندنا هنا فى المستشفى وتعبان .. ياريت تكلمى اخوكى وتيجو حالاً

قلت بخوف :
- طب طمنّى ارجوك .. هو حالته خطيرة ولا نوبة زى بتاعت كل مرة .

- لما تيجى هتعرفى ارجوكى متتأخريش انتى وأمير

- بس امير مش هنا .. مسافر لندن.

صمت قليلا ثم قال:
- طيب تعالى أنا مستنيكى ، وحاولى تكلمى حد من اقاربكم عشان متنزليش لوحدك فى الوقت دا .

اغلقت الخط والقلق يعتصر قلبى ، فهو يصّر أن يكون معى أحد ، فتوترت كثيراً وقمت مسرعة حتى ارتدى ملابسى واذهب إلى المشفى ، ارتديت أى شىء وجدته امامى ، وقبل أن أترك المنزل و أذهب قررت الاتصال بهشام ، كان لايرد على إتصالاتى فى الفترة الاخيرة حتى بعد موقف هادى ولكنى قلت لنفسي عسى أن أجرب هذه المرة ويرد ، فأنا بالفعل أحتاج إليه .

وبعد جرس طويل أخيراً رد بصوت ناعس :

- الو ! مين معايا ؟!

قلت بتوتر :
- أنا جميلة .. الحقنى يا هشام ! بابا تعبان اوى فى المستشفى والدكتور كلمنى اروحله حالا ، انا قلقانة اوى وقلبى مش متطمن خالص .

رد على مسرعا بلهفة حقيقية :
- تعبان ماله ؟!

- معرفش .. مرضيش يقولى وأكد عليا يكون معايا حد و دا اللى راعبنى اكتر .

- طب قوليلى مستشفى ايه ؟!

أخبرته بالعنوان بالتفصيل ، ثم نزلت مسرعة أخذت سيارتى وانطلقت بها إلى المشفى وانا أدعو الله أن يكون الأمر بسيط، وأن يُنجى أبى .

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن