الجزء التاني (10) غير متوقع

3.3K 372 179
                                    


آرني أين قوتك.. أين الجبروت ؟؟
لتدرك حقيقتك الآن.. أنك أضعف بكثير من كل من دعستهم من قبل لضعفهم أمامك.
مجرد بيت عملاق مهيب ولكن أساس بنائه الورق، لن تستطع الهروب من ضعفك فهو الحقيقة الوحيدة في حياتك المزيفة..

أخذت تتردد هذه الكلمات بداخله وتتكرر وكل مرة بصوت أقوى، تداخلت معها صرخات دانيا المتوسلة له كي يهدأ من سرعة السيارة، كانت قد قاربت على الانهيار وأخذت تهزه بشدة وهي تحاول افاقته بأصرار وهي تصرخ فيه كي يتوقف، وكأنه قد فقد الوعي والادراك حين استفاق فشعر بأنه لا يعلم ما يستوجب عليه فعله الآن، السيارة تسير بسرعة جنونية وكأنها طائرة، كان يشعر بالتيه والعجز عن فعل أي شيء، وظهر له فجأة في منتصف الطريق رآه أمامه من العدم يمسك بمسبحته في يده وتتحرك شفتاه بذكر غير مسموع، ليأخذ هو أول رد فعل له منذ دقائق عديدة كان فيها مغيبا تماما، ويستدير بالسيارة على هذه السرعة العالية حتى يتفادى الاصطدام بشبحه الوهمي، لتكون النتيجة الحتمية في النهاية انقلاب السيارة بهما عدة مرات....

توقف الانقلاب حين استقرت السيارة على أحد جوانبها، وتحديدا الجانب الأيمن احتل الصمت كل شيء حتى الطريق من حولهم كان هادئا وغير مزدحم، وبعد لحظات الاستيعاب صدر صوت تأوهات انثوية خافتة أخذت تزداد حين أدركت دانيا الألم الذي يجتاح ساقيها وذراعها فقد حالت الوسادات الهوائية دون اصطدام رأسها أو تأذيها، لذا فبقيت في وعيها تشعر بالالام في الأماكن الأخرى، كان الحادث قويا ولكن خفف من وطئته أنظمة الأمان الموجودة في السيارة الفارهة وحافظت أحزمة الأمان على اتزان أجسامهم بعد كل هذه الانقلابات، أخذت تتحسس جسدها ويزداد الألم كمان أن وضعها كان غير مريحا فهي تعتبر معلقة في الأعلى، حاولت أن تتحرر من الحزام حتى تستطيع التحرك والخروج من السيارة ولكنها لم تستطع، فقالت بصوت واهن:
- هشام! هشام أنت كويس؟!

لم تجد أي رد مطلقا فتملكها الجزع والخوف عليه فقد انقلبت السيارة في النهاية على الجانب الخاص به وتهشمت كل نوافذها، فنادت باسمه هذه المرة في خوف:
- هشام هشااام.. رد عليا..

انحلَّ بغتة حزام الأمان الذي كان يحمل جسدها ليسقط بقوة فوق جسده، تأوهت متألمة بصوت مرتفع ولكن انقبض قلبها بشدة بعد أن أدركت بأنها زادت من سوء الأمر، فجسدها ثقيل وربما كان يعاني من كسر ما في مكان خطير، كما أن سكونه التام أثار بداخلها تخيلات عديدة جميعها تفضي في النهاية لموته، جاهدت بكل قوتها أن تزحزح جسدها المتألم من فوقه وهي تبكي وصرخت بكل قوتها للاستغاثة كررت طلبها للمساعدة ولم تتوقف عن تحريك جسدها حتى نجحت في ذلك ولكنها عجزت عن الاطمئنان عليه وعلى حالته، وبعدها بلحظات زاد اللغط حول السيارة فزادت هي في منادتها، فعمل الكثير على انقاذها واخراجها من السيارة في اعتقادهم بأنها كانت بمفردها، وبعد دقائق تمكنوا من ذلك وخرجت بالفعل وحينها انهارت وسقطت أرضا وطلبت منهم الإسراع في إنقاذ الشخص الآخر، بالطبع لم يتمكنوا من إخراجه في هذا الوضع فحاولوا عدلها بعد أن تأكدوا من عدم وجود تسريب أي البنزين ومن عدم ارتفاع درجة حرارة السيارة، وبعد مجهود مضني عادت السيارة لوضعها الطبيعى بعد أن تهشمت واعوج هيكلها بالكامل وبصعوبة تمكنوا كن فتح الباب وأخرجوه.

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن