الجزء الثاني (21) جِراب الحاوي

4.1K 387 193
                                    


جماعة البارت دا في حتة تانية خالص، ياريت متقرهوش غير وانتو رايقين وفاضين عشان لازم يتقري مرة واحدة ❤️

استمتعوا... ومتنسوش الفوت.

قبل ما نبدأ صلوا على الحبيب.. اللهم ما صلي وسلم وبارك على سيدنا وشفيعنا محمد ❤️

______________________________


تأهب أكثر في وقفته في النافذة، أخذ نفسا عميقا ثم كتمه كأي قنّاص متمرس ثم وجّه مقذوفه المخترق نحو القلب مباشرة، لحظة أخرى ثم أطلق رصاصة قاسية لا تعرف الرحمة لتصيب الهدف الذي كانت مُقدّرة له.

لكنه كان الهدف الخاطئ، فكانت دانيا تسير بجانبه في شغف وتتحمس للغاية لرد فعله على المفاجأة المنتظرة، وفي لحظة ما تحركت من جانبه لتعترض طريقه احتجاجا على كلمة قالها بطريقته المستفزة المعتادة، كان ذلك في نفس اللحظة التي ضغط فيها القنّاص على زناد سلاحه، ومع الأسف الطلقة لا تعود بل تسير في إتجاه واحد لا رجعة فيه مهما كانت في الطريق الخطأ..
ربما لم يخطئ هدفه من قبل لكن القدر لا يخطئ مطلقا، ما زال في عمر عميله الجديد باقية أو ما زال له فرص عند ربه.

أصيب العيار الناري دانيا في ظهرها أيضا بالقرب من خلف موضع القلب، لم يستوعب الاثنان ما حدث فجاة قد توقف الزمن وشعرت دانيا بألم حارق يخترق ظهرها جعلها تشهق بقوة فاغرة الفاه وعيناها جاحظتان، فقط صوت إطلاق النار هو ما استطاع كلاهما تمييزه في كل ما حدث..
عجز القناص عن تصحيح خطأه وإصابة الهدف المطلوب حتى بعد أن كُشف كامل جسده حين سقطت الدرع البشري الذي فداه، فقد خرج من خلفهما العشرات من أفراد الأمن والحراسة الخاص بالمكتب شاهرين أسلحتهم وخمسة منهم احاطوا رئيسهم ورفيقته المُصابة، أما الباقية فقد وجهوا اسلحتهم نحو البناية المواجهة بعد ان استطاعوا تحديد النافذة التي أطلق منها النيران، وبدون تفكير توجهوا إلى العقار للأمساك به.

سقطت دانيا بين يديه، وهو ينظر إليها غير مصدقًا ولا يشعر بكل ما حوله،فقط بشعر بانقباضة قوية في قلبه عقدت لسانه للحظات، ظل يتأملها مغيبًا وفي داخله يرفض تصديق بأنها أُصيبت بالفعل، ربما هالها صوت إطلاق النيران فسقطت خائفة، حتى اُقتلع قسرا من هذه الحالة حين رأى دماء غزيرة بدأت في الظهور والاعلان عن نفسها من أسفلها، كانت تأخذ أنفاسها بصعوبة وبخوف زاد من النزف حتى تحدثت إليه بنبرة واهنة متقطعة وقالت بترجي:
- متسبنيش.. أنا.. ماليش حد هنا.

تمسّك بها اكثر وضغط على جسدها وهو يقول بنبرة متهدجة:
- أنتي اللي متسبنيش يا دانيا، عشان خاطري أوعي تسبيني..

انتبه بعدها لحدقتيها الذائغة وانفاسها التي أضحت أكثر صعوبة فانتفض من مكانه وحملها سريعا بين ذراعيه وهو يصرخ في أحد رجاله أن يفتح باب السيارة الخلفي، وفي الحال انفتح الباب لأخره فأدخلها برفق على الرغم من تشنج جسده وعصبيته المفرطة أغلق الباب من خلفها وتقدم يقود السيارة بنفسه، وانطلق بسرعته الجنونية المعتادة ولكن الفارق هذه المرة بأن صراخها فيه كي يهدأ من سرعته كان متوقفا، فحين نظر إليها وجدها قد غابت عن الوعي، ضرب المقود بعنف وزاد من سرعته أكثر بينما بدأ يصرخ بغضب ناقما:
- ليه؟!!!!
ليه هي؟؟
ليه الشخص الوحيد اللي محتاج وجوده في حياتي.. ليييييه!!!

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن