« لقد ظلم الشيطان الجميع حتى نفسه »
______________لم أكن شيطاناً أو خارقاً، فقط هم من كانوا جبناء والضعف ينخر عظامهم، ولكنهم أيضاً لم يكونوا قديسين، فلا يوجد قديسون هنا، ولكن خطيئتهم الأعظم كانت سذاجتهم، ففي كل قوانين ودساتير العالم القانون لا يحمي المغفلين .
وقانوني أنا الخاص هو استباحة كل ما يستطيع صاحبه أن يقدمه، سواء كان بالرضا أو بالغصب أو بالحيلة، وقليلاً جداً ما كنت أرغم أحدهم أن يقدم لي شيئاً، فما هي خطيئتي إذا؟!!
سلاحي الوحيد كان النفاذ إلى داخل أرواحهم، ومعرفة طباعهم وأفكارهم، و دراسة شخصياتهم، وردود أفعالهم المحتملة، وتقديم كل ما ينقصهم ويبحثون عنه ثم نزعه بعد ذلك عنوة وتقديمه فيما بعد على هيئة فتات ينتظرونها كل حين، هكذا تعلمت من الشيطان الأكبر، ولكنه كان يختلف عني بتخفيه وإتقانه التلون والتلاعب، أما أنا فكنت لا أهتم بالتخفي ولا أرهق نفسي كثيراً بالتجمل ، فعندما أحصل على ما أريد أتعامل بطبيعتي .
كانت أهدافنا واحدة ولكن كلا منا طريقته، هو أمتلك حب الناس جميعا ، و امتلكت انا الكره الخام ، لم اختر الكره بنفسي ولكنه فرضه عليّ منذ صغري لذا فقررت أن أكون مكروها عن استحقاق حين كبرت ، ولكننا اتفقنا في النهاية على امتلاك الشهرة الواسعة ،ولكن باختلاف ، كان هو يريد الشهرة الإيجابية والتحكم في مصائر الناس بكامل إرادتهم وبرضاهم التام، ويأتون بعدها ممتنين له ولأحكامه الصائبة مهما تضرروا منها، أما أنا فلا أريد إلا الشهرة فقط ولا يهم كيف تكون وبماذا اشتهر، أريد الوجود والسيطرة والتحكم، فبكلمة واحدة أستطيع أن أحيل حياتك إلى جحيم محكم، لا تستطيع الخروج من بين جدرانه، فلا يوجد لك أي منفذ إذا وقعت فى طريقي الملغم، إلا أن تجعلني سيدك وتسعى لإرضائي حتى لا تنال سخطي ، فنظرة واحدة لا ترضى الشيطان الذي بداخلي، كفيلة أن تضعك على قائمة الأشخاص الأسوأ حظاً على الإطلاق.
تريدون أن تعلموا لماذا، وكيف نمى بداخلي ذلك الشيطان حتى احتل كل ذرة في كياني ؟! حتما ستعلمون كل شيء ...
والآن سأقص عليكم قصة الشيطان الذي حملت به أمه في الأراضي المقدسة .
*************
لقد عاش حياة فوضوية لمدة ليست بالقصيرة ، نال من اللهو والمتع ما رضاه لآخر عمره ، ،هكذا كانت دنياه ، أما عن دينه فلم يكن له منه شيئاً سوى دراسته في مدارس الأزهر ، والتي فرضت عليه ، ولم تكن برغبته فحياته الحقيقية كانت بعيدة كل البعد عن هذه الأشياء ، ولكن القدر هو من خط له طريقه الذي اتخذه حتى مات .
أنت تقرأ
جنّة إبليس
Mystery / Thrillerماذا إذا اجتمع الشر المطلق مع الذكاء ؟! وماذا إذا اجتمعا كلاهما مع النرجسية وجنون العظمة وعقدة نقص دفينة ؟! حتماً ستكون النتيجة كارثة بشرية ، وها أنتم الآن في موعد مع هذه الكارثة ... موعدكم مع شيطان بشري لن تروا في خبثه وتلاعبه وخداعه .. الانتقام عد...