جنّة إبليس

الجزء الثاني (32) وجع

متنسوش الفوت قبل القراءة ❤

صلوا على الحبيب ♥

___________________________

انتهى من لقائها الذي ختمه بصفعة قوية لا يعلم حتى الآن كيف استطاع صفعها بها وكيف هانت عليه لهذه الدرجة، لكنه لم يكن هو بل تحول الى شخص أخر منذ أن أخبرته أبنته بأنها صديقة أمها وقد قامت بزيارتهما في منزلهم بايطاليا منذ فترة طويلة حين عادوا مرة أخرى منذ أكثر من سنة.. بمعنى أنه التوقيت الذي نزلت بعده دانيا إلى مصر لأول مرة بعد اثني عشر عاما..
نزلت فقط من أجله باتفاق مع كاميليا التي أخرجها من مصر كلها من قبل بسبب انتقامها منه وخيانتها له..

لم يشعر بنفسه إلا وهو يذهب إلى المرأة التي شاركتها في كل شيء والتي سبق وتعرى أمامها وحكي لها كل شيء عن نفسه وحكى كل أسراره بل أدق أسراره، هذه المرأة التي يخضع لعلاجها منذ شهور والذي تبدل حاله منذ أن بدأ يأخذ أدويتها..

دخل العيادة بهمجية لا يلتفت خلفه أو على جانبيخ بل يسير كقطار الذي إن وقفت أمامه سيسحقك.. حاولت المساعدة منعه لوجود حالة حاليا مع الطبيبة لكنه دفعها فسقطت فوق مقعدها،  وفي عنف هلع له جميع المرضى بالعيادة وخاصة المريض الذي كان برفقة الطبيبة والذي دخل عليهم بهمجية جعلته يرجف فيبدو أنه كان يعاني من أزمة الخوف من الآخرين او ما شآبه وقد جاء هشام في هذا التوقيت ليحدث له صدمة لن يشفى منها المتبقي من حياته..

نهضت رغدة تتسائل في استنكار:
-فيه إيه! داخل بالطريقة دي ليه؟؟ دا مش معادك..

وجه حديثه للمريض قائلا بأمر وبنبرة خشنة:
-قوم أطلع برة..

قام الرجل سريعا للخروج بينما صاحت رغدة مستهجنة:
-أنت بتعمل إيه أنت أتجننت..

-أخرسي
صرخ بها بقوة وبصوت مرتفع جعل مساعدها الخاص يهرع إليهما داخل الغرفة يتسائل في عدم فهم وهو يقترب إلى هشام:
-فيه إيه يا دكتورة هو فيه قلق ولا إيه؟؟

رد هشام سريعا لكنه لم يلتفت للرجل بل قال موجها أمره إلى رغدة هذه المرة:
-خليه يطلع برة وياخد الباب في إيده عشان ما كسرش العيادة دي فوق دماغكم واحد واحد..

-إيه يا دكتورة أطلب العباسية ولا أقوم أنا بالواجب؟..
قالها المساعد في ثقة وكأنه يعتاد على هذه الأمور، ردت عليه رغدة هذه المرة بهدوء:
-خلاص روح أنت يا رضا.. ولو احتاجتك هناديك..

خرج الرجل مستسلما منصاعا لأمر رئسته، ثم أغلق الباب من خلفه..

جلست رغدة على أحد مقاعد مكتبها الجانبية ثم سألت بتعقل وبنبرة هادئة:
ممكن أفهم مالك وإيه سبب العصبية دي كلها؟؟
أنا لو وافقت على الجلسة المرة دي استحا......

قاطعها هشام...
-لا يا دكتورة دي مش جلسة.. أنا مش عيان وأنتي عارفة، أنا جاي هنا عشان أسألك سؤال واحد بس..