جنّة إبليس

الجزء الثاني (14) محاولة

عن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله» . رواه الترمذي

اذكرو الله وصلو على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم❤️

__________________________

- أنت بتعمل إيه عندك.. ودخلت هنا إزاي؟!

فرد عليه الآخر بجمود:
- عيب يا طلعت باشا.
هشام منصور مفيش باب يتقفل قصاده..

احتقن وجه طلعت في غضب وصرخ فيه:
- أنت اتجننت ولا إيه.. الحركة دي أنت هتدفع تمنها غالي أوي.

ابتسم هشام بسخرية ونهض من مكانه وتقدم نحوه ببطئ وهو يقول بطريقة مثيرة:
- لا هو بالبرنس الفاجر دا، شكلك أنت اللي هتدفع التمن.
ثم غمز في وقاحة وتابع يقول متهكما:
- تصدق بالله أنا أمنية حياتي لما أوصل لسنك دا يبقى عندي ربع الطاقة اللي عندك دي..

اهتز الرجل وانتفضت دواخله، فهو يعلم جيدا من يكون هشام منصور، ولكنه كان تحت سيطرته طول الوقت، فوصوله لهذه الدرجة من الجرأة والتبجح ليس لها معنى سوى أنه يستند على أشياء ربما تضرب بطلعت الزيني إلى سابع أرض..

- أنت جاي هنا تعمل إيه؟
قالها طلعت ببعض التوجس، ليرد عليه هشام في ثقة:
- أيوة كدا أبلع ريقك وأهدا.. حتى عشان صحتك.

فرد طلعت بعصبية حاول التحكم فيها وكتمها قدر المستطاع:
- طب رد عليا.. إيه اللي جابك هنا؟

- الله!! إحنا مش فيه بينا إتفاق وكلام لسة مخلصش.. إيه هو مش كان فيه مشروع نسب يا ابو النسب.

**********

أخذت حبيبة سيارتها في إتجاه الشيخ زايد، بعد أن هاتفها مالك المنزل الذي ستؤجر منه مقر المعرض الجديد واخبرها بأنها بمقدورها استلام الشقة اليوم، فوجدتها فرصة لتبدأ في تفريغ الشقة من محتوياتها حتى تكون جاهزة حين يستلمها مهندس الديكور الذي ابرمت الإتفاق معه.

وقامت بدورها بمهاتفة بعض العمال الذين توصلت إليهم عبر أحد التطبيقات على الإنترنت وأرسلت لهم العنوان حتى تنتهي من تفريع الشقة وتجهيزها على نهاية الأسبوع.
في داخلها كانت تعلم عدم جدوى كل ذلك، وربما ستخسر فيه كل الأموال التي جمعتها من خلف بيع بعض لوحاتها ولكنها كادت أن تختنق بسبب روتين حياتها وتكرار كل شيء كل يوم دون أي تغيير، فربها أحدث آدم في حياتها بعض التغير ولكنه سرعان ما انتهى ذلك الحلم ورحل، ثم سينتهي على كابوس متمثل في كشف أخاها أمر زواجها، لذا كانت تريد أن تفعل اي شيء جديد يشعرها بأنها ما زالت حية وتتنفس تريد أن تقتنص من الحياة بضع أيام تلمس فيها كيانها وآدميتها قبل أن تنتهي تماما على يد هشام.