4_{اللعبة}

113 54 31
                                    

ترددت يوميا على ذلك المكان في نفس الوقت وكنت اراها مرة واخرى لا اراها كانت تختفي بشكل عجيب ليومين اوثلاثة ثم تعاود الظهور وكأن شيئا لم يحدث ،حتى انني كنت اضل طويلا انتضر ظهورها لكنها لا تضهر ،حقا ان امرها لمريب .
بعد العديد من المرات التي رأتني فيها اعتادت علي نوعا ما وامست تتصرف بعفوية بوجودي وأخذ الامر في التطور حتى تقربت مني وسألتني
هل تحب هذا المكان ،لمذا تأتي دائما ؟؟ ،بقيت متيبسا انضر داخل عينيها واتعمق مع كل ثانية تمر وكم حسبت انعكاسي جميلا عندما صدر منها ،لم يطل الامر كثيرا حتى ذهبت ،يبدو انني افسدت على نفسي شيئا جيدا كان بصدد الحصول

يبدو انها لن تعود مرة أخرى بعد ذهابها من هنا ،والمكان اصبح شاغر فقط لي وحدي ، انا وذكرياتي التي لا استطيع تحملها،انتضرت الليل ولم ابرح مكاني ،بقيت مستلقيا مغمضا عيناي محاولا أن اندمج مع محيط ليس له وجود في هذا العالم كان الجو هادئا لكنني لم استطع فعلها ،فكل ما اغمضت عيناي اراها تنظر وتبتسم لي ،مع كل مرة اراها فيها تزداد جمالا ،اعترف انني تمنيت لو انها كانت بجانبي في هذا الوقت ،لكنها تبقى مجرد امنية
كان القمر جميلا وكان الجو اجمل ،منظر لا يقاوم كان الضوء الخافت المنبعث من القمر يتسلل بين مقلتى عيني ويجعلي اود النظر اليه مرة تلو الاخرى ،بعد مدة قصيرة وحينما كنت اتغازل والقمر وفجأة انحجب عني نوره وضهر نور آخر ،لقد عادت نجم من جديد
لم ارد افساد الامر مرة اخرى كان علي ان اجعلها ترتاح لوجودي أو على الاقل أن اجعلها تحاورني ثم اجذبها نحوي ،ومن دون تفكير خرجت مني بضع كلمات عشوائية ،قلت اتودين لعب لعبة ،(قلت لنفسي) ماهذا مالذي تقوله بحق هل تطلب حقا منها أن تلعب معك لعبة ما هذا الهراء ،يا لك من احمق وكأنك لم تقابل فتاة من قبل منذ ولادتك
ضللت اعاتب نفسي لثواني قليلة داخلي وضننت اني هالك وأن آخر فرصي قد هبت بها الريح وجعلتها غير مادية ،لكنني نوعا ما قد كنت مخطأ فقد ابتسمت وقالت ماهي نعم لنلعب
حسنا اللعبة تدور حول ان كل منا يسأل الآخر والذي يتم سؤاله يجب عليه ان يجاوب بصدق او ان يعاقب ،والآن سأبدا أنا
-اين تسكنين ؟
-اسكن هنا قريبا في الارجاء
لمذا تداوم على القدوم الى هنا
-هذا لأن المكان وكل من فيه جميل للغاية
-حسنا لمذا انتي عبوسة دوما
-اه هذا ، انا بخير
-ممنوع التهرب او الكذب
حسنا سأخبرك ،لقد مات احد اقرب الناس الي وقد قتله رجل ما ،ان صوره منتشرة في كل مكان لعلك صادفتها او لمحتها في مكان ما
نعم انا اعرف ذلك الشخص حق المعرفة انه ابن عمي ،يبدو ان الحديث سينتهي هنا ولن اجعلك تتكلفين او تتحاملين على بقائي
-لا انتضر انت لا شأن لك في هذا كل شخص مسؤول عن نفسه كما انك لست من قتل ذلك الشخص
سأسألك الان ،لم انت عبوس هكذا ؟
_ هه مذا اتهزئين ولم اكون عبوسا ،انا شخص بشوش لا شيئ يثقل كاهلي ،كالرمل انا اسمح بنفاذ جميع السلبيات مثلما ينفذ الماء
في عينيك بريق يقول عكس الذي يقوله فمك
هه لا اعرف مذا تقولين فجأة اصبحتي اخصائية في علم النفس
_ حسنا انا لن العب لعبتك بعد الآن فأنت تضع قوانينها في البداية ثم تخرقها بنفسك ،انا التزمت بكل الشروط ،بالمقابل يجب عليك بالمثل
* سأعرف بنفسي مجددا بشكل من شأنه ان يبرر ما يضهر لك بعيني
انا مجرد شخص فقد شغفه في الحياة ،غصن عصفت به الريح من شجرة قد ماتت منذ مدة بعيدة ، تلعب الريح بذلك الغصن لعب الرضيع بكرته الخضراء المملوئة باللعاب، في البداية كره الغصن تلك الحياة وتمنى الموت في كل لحضة من فترة معاناته ، وبمجرد ان اعتاد على حياته رماه الطفل في مستودع البيت وسقطت فوقه كل اعباء المستودع ، لم يستسلم الغصن وظل يحاول التخفيف عن كاهله ومحاولة التعايش او النجاة وبداية صفحة جديدة ،لكن لم يفلح شيئ ولم يتذوق من الحياة الا الالم ،بعد مدة اصبح الغصن هشا اكثر فاكثر ،ومع هشاشة بنيته اصبحت احاسيسه وكل جوانبه لاذعة وحزينة يستمر بدفنها بين الجذور التي من المفترض بها ان تكون اساسا له للنهوض ، انا هو ذلك الغصن .
اما عن سبب كوني هنا فأنا اجهل السبب ، لا مصلحة لدي في المكان ذاته ولا صلة لي به ،لقد جئت الى هنا بعد ان قادني نور النجم في احلك الليالي انه نورك ،انت سببي وانت بذرة الامل التي غرست داخلي من حيث لم اعلم ،جئت قاصدا اياك ان تكوني نجمتي التي تضيئ دربي وتنتهجين نهجي وتعينني على الوقوف فوق قمة لن اصلها وحدي
فهلا امسكت يدي واخرجتني من الظلام الى النور

قالت : انا آسفة لكنني لا استطيع ،انا لست قادرة على عيش هذه الحياة معك

حلم شد وصالنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن