18_{إنتظار}

22 9 10
                                    

-----------------------{سابقا}-------------------------
: ماذا إن كان تفكيرنا متماثل؟
_ لا ضير في ذلك، مهما تكامل تفكيرنا فأسلوبنا في صياغته على أوراقنا ليس متشابها البتة.
_______________________________________

... إستيقظ كلانا  في صباح اليوم التالي مثلما نفعل  في كل صباح، لكننا  نشعر بشكل ما  أنه صباح مختلف، يوم جديد وبداية جديدة، أو بالأحرى إستئناف قصة قديمة كانت نهايتها قد وضعت بالفعل.

قررت كيندل  أن  يهدي كل منا للآخر شيئا  يؤكد له أنه لطالما كان ضالته التي من دونها لن  تكتمل الأحجية في عقله بتاتا.

وأرفقت قرارها بأن ما ستهديه لي  موجود بالفعل ولا يحتاج الى  وقت ليكتمل، أما أنا فقد كنت طلبت منها بعض الوقت لأجهز لها شيئا يحقق متطلباتها.

وأضافت موضحة أننا سنتبادل الهدايا ويختفي كل منا عن الآخر الى اليوم التالي.

وفي تلك الفترة القصيرة  سنكتب كل ما نشعر به وسنتبادل تلك الاوراق، بعدها فقط يمكننا أن  ننظم الى الطريق ونسلك أول خطوة فيه، أو أن يذهب كل منا الى منعرجه الخاص. يبدو أن بها مرضا نفسيا جبار.

... وافقت على كل ما قالته، وبقيت أهز رأسي مؤيدا لها حتى وإن لم يرقني كلامها، أردت فقط الهروب من ذاك الجو الخانق والأوامر المجردة الجافة.

أردت أن أكتب شيئا لها، ربما شعرا.... أو خاطرة أسكب فيها من المشاعر مايكفي لإرتسام القلب داخل عينيها..... أو ربما... لا أعرف أنا محتار، حتى الكلمات أمست تملك عزة نفس في هذه اللحظات و إتخذت موقفا حيث تأبى الوقوف في صفي، ما أنا بفاعل الآن.

كل شيئ ملائم، الجو.. النفسية.... الدافع... حتى وضعية الجلوس..... والورقة... والقلم.... لم يبقى الا رأسي متحجرا معاندا إياي.

في هذه اللحظات وبعد أن سئمت سريعا، إخذت شهيقا عميقا وأغمضت عيني  وإستلقيت على الماء الذي أصبح صلبا صافيا بفعل الجو، أستنشق عبق النجوم الذي تحلى  بألوان الشفق التي تشخص لها الأنفس وتذهل لها السرائر.

بدأت الذكريات تتالى داخل رأسي، يخيطها الحب كما تخيط الإبرة قطع القماش، ويصبغها قلبي  بلمسات من  الأحاسيس المتقدة،  فتصبح  جزءا مني ، تجري في نفس مجرى  دمائي وتجعلني متيقنا بأنني يمكنني نسيان نفسي لكن لن أنسى هذه الذكريات التي تم صقلها بكل إتقان وتفاني.

ودون إدراك مني ،بدأت يدي تخط الكلمات على تلك الورقة، وكأنها مثل مشغل الموسيقى العتيق، كما يتبع النقوش والتقاصيل على القرص ويحولها الى صوت، تتبع يدي ما أشعر به من أحاسيس وتحولها الى كلمات لازلت أجهل فحواها.

... في هذه الأثناء تجلس كيندل عند نافذة شقتها، تحني رأسها وتلاعب خصلات شعرها الحريرية في إنتظار الشخص الذي وعدها أنه لن يطيل غيابه عنها.
هي الآن قد إعتادت عليه بطريقة أو بأخرى، وكونها لم تجعل موقفها منه واضحا له ليفهمه، هو لا يدرك أنها تشتاق له ولو  أنه لن يغيب طويلا.
حتى هي لا تعلم  ما هذه السرعة التي جعلتها تتعلق به في رمشة من عينها، جل ما إستطاعت تفسيره أنه علا في نضرها وتضخم إعجابها به بعد أن أدركت أنه من رأت في حلمها وأنه رأى ما رأته وعاش معها ما عاشته، أي أنه ليس شخصا غريبا عنها، وبطريقة ما تشعر انها تعرفه تمام المعرفة، ولم يبقى لها الآن إلا التخلص من  تلك الشوائب والشكوك التي تراودها عنه.

بعد أن رفعت بصرها  في تهكم  رأته من بعيد متجها نحو شقتها بخطواته الخفيفة، وإرتسمت بسمة خفيفة على شفتيها، وضمت يديها وشبكتهما ببعضهما وكأنها تقول : لقد عاد حقا، عرفت أنه سيعود من أجلي.

_______________________________________

TO BE CONTUNED......

_______________________________________

حلم شد وصالنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن