ذهبت نجم وأنا بقيت في مكان اللقاء لفترة افكر دون ان تتخللني اي افكار، فقط فراغ وحزن وانكسار، حتى انه قد اصابني الاشتياق من الآن، حقا لا فائدة ترجى مني
بعد قرابة الساعة أو نصفها انتفظت من خلوتي وحزمت مشاعري راجعا نحو بيتي ، وعند رجوعي من عالمي الخيالي الصامت لتوي لاحظت ان الرياح قد اصبحت قوية بعض الشيئ، وأكثر ما جذب انتباهي هو تلك الورقة العالقة في غصن الشجرة، تلبس ربطة عنق حمراء ، وتترنح بشموخ مصدرة نغمة إثر الرياح وكأنها عازف محترف وهو على مشارف المجد
لم أشعر بنفسي ولم أامر أي عضو مني بالتحرك، لكني وجدت نفسي أمام ذلك الغصن في غمضة عين، ثم ماسكا اياه نازعا منه تلك الرسالة، وراحت يدي تقلبها بينما عيني تلتقط الحروف المنقوشة على الغلاف.
أوه إنها موجهة الي :
مرحبا، آسفة على هذه الطريقة الطفولية التي إلتجأت اليها للتواصل معك، أو بالأحرى التواصل الحقيقي معك، أنظر أنت حقا شخص جيد ولطيف، ولو أردت لحصلت بالفعل على كل ما تريد، أنا مجرد نحس سيؤذيك
لقد كذبت عليك، لن أذهب لوقت قصير ثم اعود، لقد ذهبت بلا رجعة، اتمنى أن تسامحني يوما
إنسني من فضلك
"نجم"ماهذه الورقة يبدوا انها قديمة أو انها تخص أحدهم، فقط جلبتها الرياح صدفة.
سحقا ، لمذا أنا؟، لا أريد كل شيئ الذي تحدثتي عنه، فقط اريدك، لم أفهم إضافة الى رسميتك الزائدة والمفاجئة في أسلوب كتابة هذه الرسالة والذي لم يكن له معنى، هل كان كل ذلك مجرد كذبة؟
أم أنه ذلك الامر أن ابن عمي قتل أحد اقاربك، لا يمكن، كيف سأنساك وقد كنتي أنتي من تنسيني همومي
كيف سأواجه عقلي بعد أن جعلت قلبي يترأسني ويوقعني في هذا كله، هل حقا تنهين كل شيئ قبل أن يبدأ حتى، أم أن ظروفك صعبة لدرجة أنك قررتي ابعادي عنها لحمايتي ربما
مامن حيلة، سأجلس هنا، أقارع نفسي التي توشك على الإنفصام، وأواسي براعم قلبي التي ذبلت بسببك.
ثم لأجد السكون و أرى ما خطوتي التالية، حقا القوانين لا تسري عليك يا نجم، أنا لن أفكر حتى، فالامر لا يحتاج تفكيرا، بل يحتاج مبادرة وفهما عميقا، سأبحث عنك وسأحصل على أجوبتي منك، ثم لأحصلن عليك بأي ثمن كان.
أنت تقرأ
حلم شد وصالنا
Short Storyكاتب يعيش أثناء غيبوبته حلم مع فتاة تأسر قلبه ليدرك بعد إستيقاضه أن الفتاة "كيندل" كانت ترى وتعيش معه نفس ذلك الحلم. فيا ترى هل سينسجمان مثلما فعلا في حلمهما المشترك؟