24_{طرف ثالث}

25 3 5
                                        

------------------{ســــابـــــقـــــا}-------------------
أنت لن تعتاد على الأمر أبدا، أنا لن أفعل شيئا لذا أرجو أن تتوقف عن تجمدك في كل مرة، فلنذهب لنأكل في الخارج، أريد أن أقضي كل وقتي معك.
______________________________________________________________________________

... بعد عودتنا من نزهتنا الليلية الجميلة، دخل كل منا غرفته، ومالبثنا نصف ساعة حتى إستقبل بابي طرقات خفيفة مسموعة وراقية، طرق الباب مرة ولم يطرق بعدها مرة أخرى، لدرجة أنني ضننتني أتوهم أنه ينادى علي من خارج البيت.

لكن نفس الضن دفعني لفتح الباب بعد مدة طويلة، لأجد كهلا ذا لحية بيضاء وشعر قليل، عيناه حادة تتسم بالزرقة، وفمه المبتسم على الدوام الذي جعلني أرتاح له دون أن ينطق ببنت شفه.

توسل الي الرجل أن أكفل إبنته لمدة عام واحد، لكني منعته من التوسل فنحن في نهاية المطاف بنوا جنس واحد ضعيف ونحن لا نتوسل رغم ذلك إلا لله.

قبلت طلبه دون تردد أو شروط، ثم ليعطيني الرجل بظهرة ويعود أدراجه خارجا من عندي بعدما رفض الضيافة يجر نفسه جر الجندي الكسير الذي فقد كل رفاقه من الجنود وعاد وحيدا من حرب كان ناجيها.

نظرت خلفه خارجا ، فوجدت أنه قد أدخل قسرا في سيارة الشرطة، إثر هذا تزعزع ضميري لوهلة وضننت به سوءا، لكن سرعان ما إستقام وتذكرت أنني لا أحكم على الآخرين بالإعتماد على أشياء بسيطة.

عدت وجالست الطفلة الصغيرة التي يبدو أنها تبلغ من العمر قرابة التسع سنوات، ما إسمك؟
قالت :إسراء
_: إسراء! إنه إسم جميل حقا

كانت الطفلة هادئة على غير العادة، لكن ما كنت متأكدا منه هي تلك النظرات الباردة الفارغة التي ليس ورائها شيئ. نظرة يتيم.

لبثت مكاني أحاورها وألاعبها و أمازحها وأحبوها كل ما وقعت عيناها الرمادية عليه.

وقد بدأت ترتاح وتعتاد على وجودي بعد أسبوع،
أسبوع لم أكلم فيه نجم كما كنت أفعل، ولم نلتق أبدا أمام المنزل، فقط لقاءات عشوائية في الخارج تليها بعض التحيات وفقط.

أضن أنها تضن أنني أضن بها كما تضن بي ضنها أنني منشغل بالكتاب.

وفي لحظة ما من اليوم طرقت بابي، فتحت فدخلت دون إنتضار الإذن مني، قالت أن القهوة نفذت عندها وأن الإبريق قد إستقال عن عمله لذا تريد إععداد بعض القهوة لها ولي إن أردت أنا ذلك.

وهي في منتصف الطريق تلاقت أعينها مع أعين إسراء، وأول ما تفعله نجم طبعا كان أن تستدير نحوي بسؤال : من هذه؟

_: إنها إسراء

-: وبعد؟

_: إنها قصة طويلة، أنا راعيها الآن.

-: حسنا

... كانت إسراء في صدد أن تعتبرني فردا من عائلتها أو أنني صرت كذلك فعلا، لهذا كانت تحتضنني في أغلب الأوقات وتقبلني، وتركب على ظهري، كما تمسح على وجهي بكل حنان.
إنها تعيش ما لم تعشه يوما، وتتلقى من المعاملة مالم تعامل به طوال تسع سنوات.

في هذه الأحيان كانت نجم قد إعتذرت عن كسرها للفنجان الخامس على التوالي، كانت نضراتها تقول : سأقتل هذه العلقة، أو : سأرميها حيث لن تلتقطها النجوم.

جهزت القهوة، وجاءت نجم نحوي فأمسكت معصمي وقالت أنها تريد التحدث لفترة، ضربت إسراء يدها وقالت : أتركيه إنه لي.

وهل أصبحت شيئا يمتلك الآن؟

والأغرب أن نجم أجابتها وقالت : لا بل إنه لي أنا

نظرت إليها لأجدها أدركت كلامها وإحمرت خجلا وتلعثمت شفتاها لتتلافى قولها بقول آخر :

أقصد أنني سآخذه لأتكلم معه فقط دقيقة واحدة عن عملنا المشترك، ثم لأرجع لك حبيب قلبك، حسنا؟

لم تكن إسراء بذاك الغباء وقالت : إن خطاه من خطاي، ولن يبرح إلا ويدي بيده.

لقد كاد بصري يلتقط النيران تهتاج وتخرج من رأس نجم لولا أنها خر جت غاضبة و ضربت الباب بقوة خلفها.

_______________________________________

TO BE CONTUNED........

_____________________________________________________________________________________________________________________

حلم شد وصالنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن