------------------{ســــابـــــقـــــا}-------------------
بعد أن رفعت بصرها في تهكم رأته من بعيد متجها نحو شقتها بخطواته الخفيفة، وإرتسمت بسمة خفيفة على شفتيها، وضمت يديها وشبكتهما ببعضهما وكأنها تقول : لقد عاد حقا، عرفت أنه سيعود من أجلي.
---------------------------------------------------------
... إرتدت ثيابها وهمت بالنزول بأقصى سرعة لديها، مع كل دركة تنزلها يزيد شوقها وتتضخم حماستها لما سيهديها بعد قليل.
قابلته عند الباب، إبتسمت في وجهه وقد تغاضت عما لاحظته عنه من تعب شديد وإرهاق نفسي وضغط كانت تجهل مصدره، بعد تلك البسمة لم تستطع كبح ما رأته أكثر مما فعلت وإلتفت حوله في قلق يتنكر بثوب الفضول : مالي أراك تعبان حالك الوجه.
_ لا شيئ فقد أحتاج بعض الراحة وسأكون بخير، أمسكي إنها هديتك، لا تقرأيها أمامي لاتفتحيها إلا وانت بعيدة عني، وإن كان لديك ما تقولينه بعد قراءتها فلا تأتي إلي مثلما إتفقنا سلفا.
أخذ الكتاب الأرجواني الذي منحته كيندل إياه وأنصرف دون أن ينطق ببنت شفه.
لبثت كيندل بعده دقائق طويلة تفكر به، ثم إجتاحها شعور قوي لمعرفة فحوى الورقة بيدها، لهذا عادت الى شقتها وصنعت لها جوا ومجلسا يليقان باللحظة التي هي على وشك عيشها.
فتحت تلك الورقة في هدوء وبدأت بإستشعار سطورها بكل ما لها من شعور وأحاسيس.
❦❦❦❦❦[زَهْـــــرَةُ الـــشَّـــفَـــقْ] ❦❦❦❦❦
ويحصرني رمشك الناعس
في مجال حيث لا مفر
ويجبرني على وقف التقاعس
و إســتــمــرار الـنـظر
وتكتمل روحي إثر ذاك التجانس
ويقشعر بدني لصوته إذا عبر
فيزداد يقيني وشدة تنافسي
أنني سَأُحَلَى بألف صبر
حتى وان تباطأت أنفاسي
وإبتلع حلقي مايبكمه من الجمر
ستسبق البسمة عبوسي
وان القـلـب داخلي انـــكـــســـر
...............
يا فرحتي تحت الشفق والشفق جليسي
وكل ما انا بقائل قد ذاب وانصهر
وزاد توتري وانتكاسي
كأن الـقــمـر فـي حلته قد حــظـر
وإتخذت الالوان النجوم كراسي
ومالــت الريـحُ و استجـاب الشــجــر
وإستكانت الروح لنصفها الراسي
وإســتـبـيــن أنــها شـريـكـة العـمر
ومن غيرها يمسك أنفاسي
إن كان نومي في الكوابيس انغـمـر
تقول إهدأ مربتة على رأسي
أغمضـهما إنه لا يـنـفـعـك الســهــر
انتي حلمي الجميل الذي ثبت في رأسي الناسي ومن يومها الهوى قد جاد بك وفي أحضانك ترعرع وكبر.
❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦❦
... نزل الدمع من عينها معارضا رغبتها في مخامرته، وضحك قلبها بعد أن ضن أنه لن يبتسم مرة أخرى، تبدد خوفها وتلاشت كل معاملتها السيئة له، وجزمت أن ذلك الحلم هو الشيء الوحيد الذي يجعلهما شخصا واحدا وصامدا، رغم أنه لم يكن بتلك الروعة، إلا أنه كان كافيا لصنع قصة لا تكفيها أحبارهم المعتادة.... قصة سيخطونها بيد واحدة عبر العروق، حبرها الهوى وحروفها شقوق.
... بالذهاب الى الجهة الأخرى كنت مترددا، رغم أن الكتاب مثبت بين أصابعي إلا أنني لا أقوى على فتحه، أخاف أن أجد مثل تلك الرسالة، لا أريد عيش ذلك اليوم مرة أخرى.
أخذ العرق يسيل مني وأخذ الشك يلاعب يقيني وجعلني عاجزا تمام العجز عن فعل ما يفترض بي فعله، إضافة الى أنني مجبر على فتحه وقرائته لأنني مضطر لأرده إليها، كما أني مقيد بكتابة ما شعرت به، وهذا ما يمكنه ربما أن يربطنا سوية، أو أن يكشف لنا أننا أفضل إن كان كل منا في طريق يخصه. أذهب الى المطبخ، أشرب الماء، أتوجه الى المرحاض، أعاود الذهاب لشرب الماء، أعاود قصد المرحاض، لقد شيد التوتر عرشه على رأسي وأنه مانع إياي من العدول عن قراري الذي أدرك قطعا أنه تافه. بعد كل شيئ لن يدوم هذا الشعور أكثر من هذا، سأفتحه.
_______________________________________
TO BE CONTUNED........
_______________________________________
أنت تقرأ
حلم شد وصالنا
القصة القصيرةكاتب يعيش أثناء غيبوبته حلم مع فتاة تأسر قلبه ليدرك بعد إستيقاضه أن الفتاة "كيندل" كانت ترى وتعيش معه نفس ذلك الحلم. فيا ترى هل سينسجمان مثلما فعلا في حلمهما المشترك؟
