13 _ { توغل}

68 33 23
                                        


[{ لا أشك أبدا أن قلبي سينعطف مثلما إنعطف مسار حياتي في كل مرة تصادمت أحاسيسنا دون أن يبادر أحدنا بالكلام}]

🌙

_________ادعم القصة من اجل الاستمرارية_____

افترقنا على وفاق وأضطررت لأخذ كيندل معي نحو القطب الشمالي لمشاهدة الشفق، يبدوا أن الكلام الذي يقال بقصد التنفيذ المستقبلي من قبلي لا يكاد يتحقق أي منه، دائما ما تسيطر عليه المفاجئات والإنعطافات التي لا أحسب حسابها، فقط أتمنى أن يمر الامر على خير.

مر الوقت مثلما يتوقعه الجميع من أشخاص غرباء، لم ينطق أي منا بكلمة أو حتى سؤال ولم يلتفت أحدنا في اتجاه الآخر سواءا بالصدفة أو عن عمد
... أردت أن تكون الرحلة بسيطة و مميزة لدرجة تجعلها لا تفارق ذاكرتي، لهذا كان سفرنا عبر الحافلة كأي إنسان عادي رغم أن الهالة التي تخرج من كلينا تختلف جذريا عن الناس العاديين من من يستقلون نفس الحافلة.

لأصارح نفسي، لقد كانت تثير إهتمامي منذ أن رأيتها ولا زالت تفعل ذلك، لم أضن قط أنه يمكن لغيري أن يتحمل أجواء الصمت لساعات طويلة وحتى يستمتع بها، كانت كيندل تفعل ذلك بكل سلاسة، مع حركات أصابعها التي تلاعب شعرها الحريري الناعم توافقا مع ضوء الغروب الذي يجعل عيناها العسليتين تظهران معنى أعمق لما يمكن للجمال التجسد عليه ، تركز ناظرها نحو زاوية ثابتة تلتقط أجساما لا تحصى إثر حركة الحافلة مايظهر عليها تلك الرغبة الواضحة في تجاهلي.

لم أعهد على نفسي إنحرافا أو تصرفا غريبا منذ أن أصبح عقلي كبيرا بما يكفي لإدارة الامور، لكن تصرفاتي الحالية لا يمكن تبريرها على أنها تنتمي إلي.

في العادة أكون شخصا مركزا على عمله غير مدرك بما يحدث خارجه، لكن انضمام هذا السناريو الغير متوقع الى مخطط تحركاتي يجعلني أختل لإختلال خطتي.

استقرت الحافلة على حافة الطريق عند موقف الحافلات، إنها نهاية سفرنا وبداية رحتنا، لقد خدعتنا أنفسنا وجعلتنا نتوهم إحظار ما يكفي من الثياب، ثم لندرك أننا أكثر عرضة للبرد من الحجارة التي تقبع هنا منذ الأزل، لم يكن الكوخ الذي إستأجرناه بذلك البرد أو بذلك الدفئ لكن الوقت الذي قضيناه في الخارج ننتظر الشفق كان يستغل صبرنا ليصيبنا بأكبر قدر ممكن من الصقيع

في لحظة ما تنهدت كيندل موجهة برأسها نحوالأرض معبرة بذلك عن خيبة أمل كبرى، ثم لتنساب منها كلمات خفيفة الصدى : "ليت هنالك من البرد ما يجمد قلبي ويمنعه من العمل".
أردت تجاهلها لكنها أول مرة تتكلم فيها منذ قدومنا، وقد بدأ الملل يرسم تعابيره على تعابير وجهي لهذا قررت الخوض في الحديث :
القلب أدفئ من أن تجمده كل برودة العالم، سيستمر في المضي، لكن بامكانك رسم نهجه بنفسك رغما عنه.
_ صدقني هذا لم يفلح، الآن أنا أرتجف بردا، لكن داخلي أقرب بالحمم تتراقص مع طبقات العروق دون توقف، لم أرد شيئا فقط أردت تغيير نمط حياتي قليلا والإبتعاد قدر المستطاع، كونك معي الآن ليس سيئا مقارنة بمجتمع باكمله.

- لم ؟ ما علتك بالمجتمع؟
_ كل ما أعرفه أنني إعاني من أمراض نفسية تمنعني عن الغدو إجتماعية مثل الجميع
-ماهي هذه الأمراض؟
_ الفيلوفوبيا، متلازمة جوسكا، النيكتوفيليا، إكزولانسيس، هل ترى ذلك أنا لست فتاة عادية إطلاقا، حتى في أتفه الامور، لكوني غريبة أستبعد حتى فهمك لأي شيئ مما أقوله
- كيندل، أنا أعرف كل هذه الامراض وأعرفها جيدا، أنظري الآن أنت تجاوزتي الإكزولانسيس وحدثتني عنك، الامر ليس صعبا مثلما تضنين صدقيني.

ما هذا الآن أنا أهتم لأمرها كثيرا وكأنني أعرفها منذ زمن بعيد، لكن كل ما أفعله أو أخرجه من فمي فهو يخرج دون أرادتي، ربما قلبي تفاعل مع حرارة قلبها فعلا.

TO BE CONTUNED.........

حلم شد وصالنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن