11_{ الجلسة}

65 34 17
                                    

¡¡{ كنسائم الرياح تضع بصماتها على كل ماهو ساكن فتجعله متحركا ، تضعين بصمتك على قلبي وتجعلينه ينبض فقط لأجلك} ¡¡

🌙

_________ادعم القصة من اجل الاستمرارية_____

قبل الرحلة كان علي التوجه الى دار الثناء للنشر والتوزيع لحضور محاضرة يقيمها الكاتب الذي لطالما قرأت كتبه قبل سنوات مضت

... كانت المكتبة مكتظة تكاد تتسع جدرانها من شدة الضيق، لكنهم لم يأتو من أجل الكاتب الذي اتيت من اجله، بل أتو من أجل أحد كتاب القصص الخيالية إذ كان أغلب الجموع من فئة الشبان

علمت أن المحاظرة تدوم لساعتين لذا خرجت من القاعة وبقيت أتجول لمدة داخل أحد الحدائق منتقلا بين أوراق أشجارها بحيث أتحسس كل ورقة على حدى

... كنت قد اعددت المنبه قبلا لأعود في الموعد المحدد، وعند عودتي كان المكان فارغا، لم يكن به الا خمس اشخاص يجلس كل منهم في مكان بعيد عن الآخر، ولصغر حجم الحاضرين أخذنا الكاتب معه الى أحد المقاهي، وحجز الطابق العلوي له وأحسن ضيافتنا حقا، ماجذب إهتمامي من بين ال4 الآخرين كان فتاة تجلس في مكان موازي لمجلسي، إن رفعت عينيها عن دفترها
الارجواني الصغير ستتصادم نظراتنا حتما، شكلها للآن غير واضح فهي تحني رأسها بزاوية لا تسمح لي الا برؤية القليل من وجهها

بدأ الكاتب في الحديث وسأل جميعنا : لمذا تحضرون لمقابلة عجوز مثلي بينما الأغلبية من الناس يذهبون نحو الكتاب المشهورين الجدد؟ ، كان كل واحد منا كيانا فذا بذاته ليجيب بأسلوب لايمكن لغيره الإتيان به

رفع أحدنا علبة الملح وصرح انه لإحترام الحوار بيننا سنتكلم بالدور وستكون هذه العلبة زرا يسمح لحامله بالتكلم، وكان هو من اول المتحدثين : انا سمير، وانا هنا لأنني لا أحتاج أفكار أقراني والأشخاص من جيلي والتي لست متأكدا أنها ستكون مصقولة بما يكفي لتفتح الابواب الموصدة بداخلي، لهذا وبكل اختصار أنا أسعى خلف الحكمة والتجربة العميقة

.. وبهذا مرر علبة الملح الى الفتاة الجالسة على يمينه لتنهض وتعرف عن نفسها أولا : إسمي هدى وأنا هنا لأنني أحب الكتب التي تكتب بنفس الطريقة التي تكتب انت بها سيدي، الكتب التي تستطيع قرائتها أكثر من مرة، وفي كل مرة تكتسب معلومة جديدة لم تكتسبها في المرة السابقة

... مُررت العلبة بعد جلوس هدى الى فؤاد الذي كان يلعب بأصابعه ويتعرق بشكل لا ارادي ما يظهر عدم قدرته على الإستجابة بين مجوعة من الاشخاص، وسرعان ماتوقف ارتعاشه وخوفه ليقول : أنا فؤاد، وأنا هنا لأن موازين هذه الحياة قد تم قلب رأسها على عقبها ما جعل كل جيل حديث يتجرد بقدر كاف من العبقرية الفطرية ويحصل عند ولادته على أبواب موصدة أكثر مما حصل عليه الجيل الذي سبقه، وبإستقبال أفكار ووجهات نظر شخص يفوقك بأكثر من 50 سنة أضن أن عددا كبيرا من هذه الابواب سيندثر وسيفتح عقلي على امور لم أكن أراها بذلك الشكل الذي سأراه بها من قبل.

... مُررت العلبة مرة أخرى لتستقر عند تلك الفتاة التي أثارت إهتمامي

إستندت على الكرسي وإستراحت في جلستها وقالت : أنا كيندل وأنا هنا لأنني أريد ذلك، لا أرى أي كتب تستحق وقتي الا كتب هذا الرجل، لهذا أردت التعرف عليه وعلى وجهات نظرة في الامور الخارجة عن محتوى حبر موضوع على ورق متراص ليكون تحفة خالدة

بعد انتهائها من هذه الجمل نظرت نحوي وتلاقت أبصارنا لترى عيني كمية الجمال التي كانت تسترها عنه مجرد وضعية سخيفة بانحاء زاوية حادة

TO BE CONTUNED.........

حلم شد وصالنا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن