الفصل الخامس عشر

876 53 2
                                    

(أنت البداية التي تلتها نهايات كثيرة . . لكنها مازالت تحتفظ بملامحها الأولى وبراءتها الأولى ، وفرحتها الأولى ، ورهبتها الأولى)
#شهرزاد

_أنت عرفت كل دا أزاي يا جاسر.

شهقت وتين وهي تنظر لباب المطبخ ليلتفت جاسر خلفه وبالتحديد مكان ما تنظر أمه ليقبض على يدة وهو يزفر يجمع رد مناسب فهو لا يريد أن يزيد الأمر سوء...

_روحت سالت في المستشفى الي كانت فيها يا بابا

_ممكن تفهمني يا جاسر أي الي بيحصل هنا ومين شغف دي؟

نظر لوالده بهدوء وهو يحاول أن يفهم نبرته أهي ساخرة أو غاضبه أم ماذا كاد يتحدث ولكن سبقته وتين وهي تشرح له الموضوع بكل تفاصيله وتخبرة عن كم الضغط النفسي التي تعرضت له شعف وكم هي مجروحه ومتألم مما حدث لها وأخبرته أيضا عن مساندتها وقراراها في أستضافتها لها في منزلهم لتجد الترحيب والعطف في مقلتيه فهي زوجته وتعلم ما يدور داخله من مجرد النظر له لتتسع أبتساكتها وهي تحتضنه بحب وفخر ولما لا وهو دائما لا يخيب ظنها ليبتسم جاسر براحه ويقول مشاكسًا:
_نحن هناا يا سي بابا.

رفع أمير حاجبه:
_لا بقولك أي ميبقاش أنت وسليم أفندي كمان.

_ خلاص خلاص هدي أعصابك، خارج أهو وسايبلكم المطبخ كله ولا تزعل نفسك.

. . . . بعد ساعتين...

اندفعت شغف بجسدها الضئيل نحو الحائط بقوة هزت كيانها، فتأوهت بضعف نتيجة اصطدامها العنيف دلكت ذراعها وقاومت الآلام به، رفعت بصرها المهزوز بسبب تجمع الدموع بمقلتيها، وطالعت الغرفه بضعف فكانت شبه مظلمة، ما عدا نور يخترق النافذة الصغيرة، محدثًا شعاعًا في منتصف الغرفة، انتباهها حالة من الرعب وهي تلتفت حولها كالمجنون حيثما يزج بها في غرفة سوداء ساحبين منها الحياة تدريجيا، فبدت وكانها تقترب من خط النهاية، نهاية لكل شيء بحياتها المأسوية، فتحت عينيها بفزع وهي ترى فتاة تشبها مكبله اليدين ملقاه بأهمال على الأرض و.. ما هذا أنه نفس المشهد أبن عمها بنتهك شرفها بكل قسوة بكت بقوة وبدت بالنواح وهي ترى شبيهتها تصرخ وهي تحاول أبعاد ذلك الذئب البشري عنها ولكن دائما القوة تغلب الشجاعه، ضغطت بيدها على جانبي رأسها تحارب ما تراه من مشهد سوداوي، منتظرة أملًا يداهم حياتها من جديد، بعدما عدمت بيدها آخر طوق للنجاة، شعرت بنيران تجتاح صدرها بعدما استمعت لأصوات والديها وهما يصرخان عليها بالأ تقترب منهم متبرئين من دمها، أرتفعت الأصوات أكثر فأكثر، وارتفع صدرها وهي في سرعة عجيبة تزامنا مع اقتراب اصواتهم وصراخهم فبدت كالغريق حينما يحارب للالتقاط أنفاسه، تشعر وكأن أخر ذرة طاقة لها على وشك الأنتهاء، قاوم الأستسلام، تقاوم وتقاوم ولعل المقاومة تجدي نفعًا.

غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن