الفصل الثانى عشر

1.7K 84 14
                                    

تجلس بغرفتها وهى تنظر للفراغ أمامها تشعر وكأنها تائها وسط صحراء شاسعه ليس لها بدايه ولا ترى نهايتها تغمغم بضيق فبعدما غادر سليم البيت وصعدت هى غرفتها وما هى الا دقائق وجاء والدها يعاتبها ويخبرها بمدى ضيقه ويأسه من تصرفها من أبن عمتها لا تعلم لما كل من بالبيت يفضل ذلك السليم لماذا يكنون له كل ذلك الحب ايعقل أنه ألقى عليهم سحرًا ما ؟! ولما لا فليس من الطبيعى ان يتعلقوا به ويحبونه كل ذلك ربما تعويذة من احدى الساحرات ظلت تفكر وتهندم بكلماتها لعلى وعسى والدها يغفر لها ويسامحها فهى لا تطيق أن يحزن والدها أو يحمل بقلبه منها ....

أما عند والدها أدهم جلس بغرفته وهو يفترش سريره وهو يرى زوجته الحبيبه وعد تمشط شعرها امام مراه الزينه تنهد بتعب فقد كان يومه مرهق وخاصة عندما ناقش أحلام ابنته بفعلتها وواجهها باخطائها وكالعاة أبنته أحلام تجادل وتجادل فقط لمجرد ذكر اسم سليم!
عدل من جلسته ليجعلها اكثر راحة له، ثم اغمض عيناه محاولًا ان يستعد صفاء ذهنه ولو لدقائق معدودة ،ولكن تلك اللحظة لم تكتب له فقد أقتربت زوجته منه وجلست بجانبه وأستندت براسها على كتفه ليفتح عينيه ويتأملها لتهمس له بهدوء : متزعلش من أحلام أنت عارفها طايشه ودبشه ومبتعرفش توزن الكلام حقك عليا

_ لا يا وعد أحلام كبرت على لعبه القط والفار الى بتلعبها مع سليم دى ولو سليم بيسكت عليها مره واتنين مسيرة يوم وصبرة ينفذ

تنهدت وعد وقالت بشرود : بنتى وأنا عارفاها موجوعه وبتطلع غلها كله فى بتصرفاتها دى

هدر أدهم بجديه : هو اعترف لها وأتقدم وهى الى رفضت

نظرت له وعد بصدمه : أنت بتقول اى يا أدهم انت كنت عايزها توافق تتجوزه وهو متجوز عايزه تتجوز على ضره!!

أدهم بجديه : هو قالها ان جوازته الاولى كان ليها أسباب وأنه بيحبها هى ومستعد يعمل اى حاجه عشانها

سخرت وعد : وعمل فعلا وأتجوز وكسر قلبها

زفر أدهم : وعد ملوش لازمه الكلام دا اتجوز ومراته ماتت والموضوع فات عليه سنه وخلاص مبقاش منه فايده خلى البنت تشوف حياتها وتبطل تضايقه وتقفل حوار التار الى بتعمله دا

وعد بهدوء : انا اه بحب سليم بس أحلام بنتى وأنا حاسه بيها ومستحيل ا...

قاطعه طرقات خفيفه على باب غرفتهما ليأذن أدهم للطارق لتدخل أحلام الغرفه بهدوء

دلفت أحلام للغرفة فوجدتهما يجليان على الفراش أقتربت منها وقالت بهدوء : مساء الخير يابابا
وما توقعته حدث بالفعل، لم يصدر عن والدها اي رد فعل، قضمت شفتيها من فرط توترها وعصبيتها، عادت تتحدث برجاء طفولي: بابا حضرتك عارف كويس ان بحبك قد ايه، فمتزعلش مني، انا مغلطتش فيك ولا في حد!.
اكتفى أدهم بارسال نظرات عتاب لها عما فعلته فنكست الاخرى رأسها بضيق: غلطت فيه هو، طيب انت بقا يا بابا مالك وماله، ما يتحرق هو..
الى هذا الحد وكفى،نهرها والدها بحدة : مين ده اللي يتحرق يا أحلام، سليم أبن عمتك سليم أبن أونكل أمير !! دا أنتوا متربين مع بعض، ده كلام يطلع من واحدة عاقلة وكبيرة ،تحرجي الراجل في بيتنا لا وقدامى كمان يا أحلام!، هي دي تربيتي ليكِ.

غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن