صمت مراد دقائق وجحظ عينيه وهو يستمع لحديث غيث بالجهه المقابله للأتصال ومن ثم صرخ مراد بتعجب وقلق وصوت عالي:
_أنت بتقول أي!! ازاي دا يحصل، والحريقه دي لسه شغاله ولا وقفت!!!نظرت له منه فزعة على صوت صياحه، وهو ينتفض محاولا ارتداء ملابسه:
_خلاص خلاص أنا جاي حالا "هتفت بها
لتحاول أن تعتدل في جلستها :
_ فيه إيه يا مراد هي إيه دي اللي بتولع؟ لم يلتفت إليها وهو يغادر الغرفة هاتفا:- مخزن البضاعه بيولع يا منه
شهقت وهي تنهض مسرعة مهرولة نحو هاتفها، لتحدث "سحر" وتبلغها بما قاله "مراد"، ثم انهت الاتصال وشرعت في ارتداء ملابسها.
ما هي الأ دقايق وقد صعدت سحر لشقة أبنها تنظر لمنه بقلق وتسالها بحيرة وذعر ينهش قلبها وعقلها:
_طمنيني يا بنتي أزاي دا حصل ومين الي قال الخبر لمراد وهو راح هيعمل أي دلوقتي؟
_معرفش كل الي أعرفه أن غيث أتصل على مراد وقاله ان المخزن ولع ومراد نزل جري اكيد راح هناك.
_ياارب لطفك على ابني يارب دا تعب سنين يارب أسترها.
ظلت تدعو وترجوا عفو خالقها بقلب مرتعب على خبر نزل على مسامع فلذة كبدها كساعقه رجت ما بداخله وهو يرى تعبه طوال السنين الماضيه يحرق ليتحول لرماد وهو كالجماد لا يتحرك ولا قدرة لديه لأنقاذ الوضع، تدعو ربها أن يلطف بأبنها فلا يصيبه أي مكروه فهو ما تبقي لديها وما تستند عليه من سوء وألم الأيام.
. . . . .
تحول المخزن بما كان بداخله إلى كومة من الرماد. لم يستطع أحد إطفاء تلك النيران المتأججة في كل مكان.. حتى الجدران احترقت، وذهب كل شيء يملكه أدراج الرياح، الغريب، أن النار لم تطل المخازن المجاورة له، والتي لا يفصل بينها وبين مخزنه سوى جدار واحد فقط.. لم يتضرر أي مخزن بالمنطقه رغم تقارب المخازن والمحلات من بعضها البعض سوى مخزنه هو المتضرر الوحيد هو المخزن الذي يملكه مراد!! وكأن الموضوع بفعل مقصود ولكن من الفاعل! فهو لا يملك من الأعداء ما يجعلهم يحرقون تعبه وشقى عمره!!
عاد للمنزل وملامحه تقسم ظهر من يحبه فوجهه أصفر والحزن يعجز ملامحه فيصبح من شاب مقبل على الحياة ببتسامه مشرقه لكهل عجوز مغلوب على أمره من الأيام وما تفعله، أقتربا منه وهما مذعورين عليه تتفحصه أمه بقلق:
_قدر ولطف يا بني قدر ولطف الحمد الله أنك بخير وكل حاجه تانيه تتعوض، فداك يا قلب أمك والله فداك.نظر لها بأعين فارغه ليتجهه لغرفته بلا أي رد، كأنسان ألي يسير على الارض لتربت سحر على كتف منه هامسه لها:
أدخلي وراه يا بنتي وحاولي تفهمي منه أي حاجه وأن شاء الله خير متسبيهوش.
هزت منه راسها وتحركت نحو غرفتهما لتراه يجلس على فراشهما ينظر للفراغ ومكور يديه، أقتربت منه وجلست بجواره وهي تضع كفها على قدمه:
_طمني يا حبيبي.
أنت تقرأ
غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر)
Romansaالجميع يُفتن بعبق البدايات، تلهمه تلك الشعله المضيئة التي تابى ان تنطفئ، يتفانى في وصفها الكُتاب ويهيم بتفصيلها الشعراء، كيف لا وهي البداية، فدايمًا يقال البداية هي الآروع لها عبق خاص فريد من نوعه؛كما يقال البدايه هي الاجمل، لكن انا هنا سأقفز بعيدًا...