الفصل الثامن عشر

1.2K 69 18
                                    

يلزمنا الكثير من الوقت حتى ندرك، أنه من السهل جدًا، أن نلتقي كل يوم بشخص جديد، ولكن من الصعب جدًا أن نجد لمن أحببناه بديلًا.🖤

_نعم، بُرص!!

هزت راسها وهي ما زالت مختبئة تنظر لزوجها بأعين بريئة تلمع كعيون القطط، نفخ بنرفزه وهو يبدا بالعد التنازلي... هذة عادة عندما يغضب، حاول أن يهدأ وأشار لها تخرج من مخبأها ووعدها أنه لن يغضب عليها ولن يفعل لها أي شيء لتهز راسها بالرفض...

_أخرجي من تحت السرير يا ريهام وبطلي حركات العيال الصغيرة دي.

نفت وقالت بكبرياء أنثى واثقه مما تقول:
_على فكرة بقا يا أسامه فوبيا الأبراص دي للكل الصغير والكبير عادي فلو سمحت متستهزئش بمخاوفي وموته يلا عشان أنا مش متزحزحه من مكاني الا لما تجيب أجله وترمي برا الأوضه كمان.

_أنا الي أرميه كماان!!

هزت راسها:
_اوماال أنا!! يلا عشان تلحق شغلك.

ضرب كف بكف وهو يتمتم بعدة كلمات تدل على غيظه منها ومن ما تفعل نظر لمكان البُرص ليكتشف أنه أختبئ ولم يعد موجود، سالها بدهشه:
_ريهاام، هو راح فين.

رفعت حاجبها، نطقت بسخريه:
_ورا التسريحه يا أستاذ هو أنت مفكر أنه هيقعد يستناك لحد ما تقرر أنه تموته!!

_يخرب عقلك هو أنتِ شوفتيه أزاي وهو بيستخبى وأنتِ عماله تتكلمي معايا.

هتفت بصوت عالي وفخر:
_عيب عليك يا حبيبي أنا طول عمري نبيها وبأخد بالي من كل التفاصيل المهم يلا شوف راح فين عشان زهقت من القعده تحت السرير.

نظر لها وهو يغمغم وتحرك بأنحاء الغرفه يبحث عن ذلك البُرص المغوار، المناضل، عيناه تكتشف مكانه بكل حرص وتركيز وهو ممسك بحذائه وعلى أهب الأستعداد أن يحاربه حتى النهاية فهذا المحتل عكر صفو مزاجه، قرر المواجهه وبدء المعركه ولن يخرج منها الأ منتصرًا..

وها هو يقف رافع راسه بكل فخر وأبتسامه واسعه ترتسم على وجهه يلوح بحذائه الأسود...
_نهارك أزرق يا أسامه.

هتفت تلك الجملة ريهام وهي تخرج من مخبأها تنفض ملابسها وتهندمها وهي تنظر لما حدث للغرفة وما خلفتها الحرب الصغيرة بين زوجها والبُرص من عواقف فأثاث غرفتها لم يعد مكانه بل تم توزيعه بعشوائيه على مساحات مختلفه بالغرفه وأخ من ذلك المنظر العشوائي تجن به كل امرأه تعشق الترتيب.

_بصي يا حبيبتي مش ذنبي والله كل الكركبه دي! هو الي بُرص غاوي فرهده وعمال يتحرك في كل حته لو كان سمع كلامي من الاول ووقف مكانه وأستسلم ورفع الرايه البيضا كان زمانا خلصنا من الحرب دي كلها ، بس هو الي كان مُصر يناضل قال يعني هيعرف يهرب مني.. بس على مين دا أنا أسامه والأجر على الله..

غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن