...
تفتح عينيها ببطء وهى تنظر حولها غرفه بيضاء رائحه معقمات رفعت يدها لترى ذلك المحلول موصول بيدها لتعقد حاجبها وتهبط عبراتها عندما تذكرت ما حدث لتصرخ بوجع عندما شعرت بنغزات الم فى معدتها يدخل على صراخها احد الممرضات لتهداها : اهدى عشان حالتك دى مش عايزه انفعال خالصتحدثت وهى تبكى : ليه ابنى حصله حاجه مالها بطنى بتوجعنى اوى كدا ليه وفين يحيى وماما كل الى حصل دا كان حلم صح قولى انه حلم ؟!
تحدث الممرضه وهى تواسيها : متقلقيش ابنك محصلوش حاجه أنتى اغمى عليكى اثر الصدمه والم بطنك دى متقلقيش منه الدكتور هيجى يطمنك أكتر اول ما المحلول يخلص على طول
حاولت منه الجلوس وهى تتحامل على نفسها لتمسك بتلك الابره الموصوله بيدها : لا مش مهم المهم اشوف ماما يحيى زمانه الوقتى مدمر لازم اقف جمبه
لتحاول الممرضه منعها من الخروج من الغرفه ليقاطع محاولتها دخوله المفاجا لتنظر له منه يغيظ وبغض وتصرخ بضيق : أنت أى الى جابك هنا ؟
لينظر لممرضه حتى تتحمحم وتخرج من الغرفه هاتفه : لو سمحت حاول تخليها تستريح لحد ما الدكتور يشوفها ونتطمن على الجنين لان وضعه بعد الوقعه غير مستقر
هز راسه صادرا تنهيدة عاليه من الأعماق ويتحرك يغلق الباب وينظر لها بجديه : أرتاحى يا منه لحد ما الدكتور يجى يطمن على وضعك
منه بعصبيه وزمجره وهى تبكى وتتحرك برويه أثر وجع معدتها : ابعد عن طريقى انا لازم اشوف ماما ويحيى مينفعش يبقى لوحده انت ملكش دعوه بيا يا مراد أبعد عن طريق أحسن لك
أمسك مراد بمعصمها ونظر لها بهدوء وهو يتحدث بطريقه هادئه مواسيها : أهدى يا منه مامتك راحت للى أحسن منى ومنك هو احن عليها مننا لكنا كانت أمانه بين أيدينا والوقتى ربنا حب ياخد امانته كل الى فى أيدينا الوقتى هو أننا ندعيلها بالرحمه والمغفره وربنا يثبتها عند السؤال مش نعيط ونعذبها
هزت منه راسها بغير تصديق : أنت بتقول أى دا كله كان كابوس وأنا صحيت منه أهو ابعد بقا اكيد دخلوا ماما العنايه وبقت كويسه زى كل مره
أقترب منها وأخذها بين ذراعيه ليضمها برفق كانها حجر كريم يخاف ان يخدشه أو يكسره مربت على ظهرها بهدوء : ربنا يرحمها أهدى عشان الى فى بطنك يا منه
تصنمت مكانها وكانها غير مستوعبه ما يحدث لتبعدها عنها بشراسه وهى تنظر له بحزن وضيق : أنت متقربش منى ولا ليك كلام معايا انا أصلا مش طايقه ابص فى وشك أزاى ليك عين تواسينى وتتكلم قدامى كدا كانك ملاك وأنت غلطان فى حقى
مراد بتنهيده : مش وقته الكلام دا يا منه الوقتى استنى لما الدكتور يجى ويطمن على الى فى بطنك وبعد كدا نروح ليحيى
منه باعتراض وهى تتخطاه وتمسك بمقبض الباب : مش مستنيه حد أنا وأنت مش هتخاف على الى فى بطنى أكتر منى
أنت تقرأ
غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر)
Romanceالجميع يُفتن بعبق البدايات، تلهمه تلك الشعله المضيئة التي تابى ان تنطفئ، يتفانى في وصفها الكُتاب ويهيم بتفصيلها الشعراء، كيف لا وهي البداية، فدايمًا يقال البداية هي الآروع لها عبق خاص فريد من نوعه؛كما يقال البدايه هي الاجمل، لكن انا هنا سأقفز بعيدًا...