بعض الأوقات الأنسان يحتاج هدنه ليعرف قدّره عند الأخر، بحتاج لتصفيه ذهنه وترتيب أولوياته وأفكاره..
إن كنت تظن أن الحياه لا تقف على أحد فلا وألف لا الحياه في بعض الأحيان تقف ولا تتحرك انشً واحدًا
مرت الأيام بطيئة كسير السلحفاء على معظم أبطال الرواية فما حدث لهم مؤخرًا وعرفوا به لم يكن سهلًا البته، ليس هناك أصعب من معرفتك أنك كنت تعيش الوهم..
أتى يوم الجمعه وقرر السفر والعودة لمصر لضرورة رويتها والأطمينان على حالها، حاول ان يتخفى ويخفي شكله فنزوله مصر بهذا الوقت يجعله في وضع خطر فالأعداء بتلك القضيه كثيرون متربصين ولو لخطأ واحد وهو بنظر العالم ميت....
وصل القاهرة وعند وصوله أتصل على أدهم وأخبره بقدومه وسرعان ما حضر أدهم ووقف بسيارته أمامه ليترجل منها يعانق صديق عمره وخليل روحه باشتياق يتأمل ملامحه وجسده يطمئن أن كل أنش به على ما يرام ولم يصيبه أي مكروه قائله بهمس:
_حمد الله على السلامه يا صاحبي، ألف حمد أنك بخير لو كنت أعرف أني لما أقول لريهام هتيجي على ملاء وشك كدا كنت قلتيلها من بدري.
لكزه أسامه في كتفه وهو يركب السيارة:
_بقا هو دا السر اللي أمنتك عليها يا أدهم دا أنا لو كنت قلته لوكاله ناسه كانت كتمت عليه عنك.ضحك أدهم بقهقه وهو يركب على مقعده ويبدأ بقيادة السيارة بهدوء قائلًا:
_والله ما قدر أستحمل أكتر من كدا أنت مشوفتش منظرها يقطع القلب دا أختي يا جدع.
تنهد أسامه بهدوء وحزن:
_هي عامله أي؟_أديك رايحلها أهو وهتعرف أحوالها بنفسك.
نظر أسامه لشبار السيارة متنهدًا:
_ما هو أنا مش رايح لها الوقتي يا أدهم.نظر لها أدهم بصدمه وأعين متسعه بينما هو لازال يقود السيارة:
_نعم! أومال سيادتك رايح فين؟_لازم أروح لغيث الأول أطمن عليه وأتاكد أن الوضع عنده مش مقلق.
زفر أدهم بنرفزه وهتف بضيق:
_والمشوار دا ميتأجلش يا أسامه؟_معلش أستحملني يا صاحبي دا واجبي وطالما جيت لازم أطمن على غيث الأول قبل ما أروح لريهام عشان أنت أدرى واحد بالي ريهام هتعمله وأنها مستحيل تسيبني أخرج من الشقه بعد ما أدخلها.
أبتسم أدهم بهدوء فما قاله اسامه عن أخته صحيحًا مئه بالمئه:
_والله في دي عندك حق، نتوكل على الله.وبالفعل ذهبوا باتجاه شركه غيث ويقفوا بمكان بعيدًا بعض الشيء عن مدخل الشركه ومن ثم أمسك أدهم بهاتفه قائلًا:
_هتصل عليه ينزلنا وتتكلم معاه هنا أمن لك.هز الأخير راسه مؤيدًا كلامه وكما قال هاتف غيث وأخبره عن ضرورة نزوله من الشركه بسريه تامه وقدومه للسيارة دون أن ينتبه له أحد، رغم تعجب غيث لما سمعه من تعليمات شديدة إلا أنه نفذ ما سمعه بحذافيره، مرت عشر دقائق ودخل غيث السيارة بعدما فتح بابها قائلًا بتعجب:
أنت تقرأ
غيث الجزء الثانى ( لقاء الجاسر)
Romanceالجميع يُفتن بعبق البدايات، تلهمه تلك الشعله المضيئة التي تابى ان تنطفئ، يتفانى في وصفها الكُتاب ويهيم بتفصيلها الشعراء، كيف لا وهي البداية، فدايمًا يقال البداية هي الآروع لها عبق خاص فريد من نوعه؛كما يقال البدايه هي الاجمل، لكن انا هنا سأقفز بعيدًا...