ارك ليبيا الجزء الاول

66 7 17
                                    

[ليبيا]

لم تكن حالتهم افضل من العراق و القتل هناك  كان مثل شرب الماء و الغدر و الخيانه صار شيئا روتيني هناك .

[في احد الازواق في مدينة طرابلس]

كان هناك اشخاص بالغين يضربون فتى عمره لم يتجوز حتى ١٧عام لمجرد التسليه و اضاعة الوقت لكن الغريب في الوضع هو ان الفتى لم يهرب منهم او يقاتلهم او حتى كان يحمي  نفسه اثناء الضرب بل كان يحمي الطعام الذي اصطاده بواسطة ظهره حتى لا يفسد منه و يظل يضرب وهو  يحمي الطعام حتى يمل هؤلاء الاشخاص من ضربه و يذهبوا ثم يذهب هو بعدهم و الى المكان الذي يعيش فيه.

كان المكان الذي يعيش فيه هذا الفتى هي كومه من المباني المدمره وعلى قمتها يوجد شيء مثل غرفه ، كان الوصول اليه صعبا جدا على الناس بسبب الارتفاع و الحطام هناك و لهكذا كان هذا الفتى في امان هناك .

ذهب هذا الفتى امام الباب الغرفه و بدأ يطرق الباب مرتين و قال "هذا انا شقيقك حمزة "

ثم الباب تم فتحه بواسطة فتاة صغيره عمرها لا يتجوز ١٢ عاما و كانت ملامح هذه الفتاة لم تكون حيويه بمثل الذين في سنها بالعكس و إنما كانت تبدو وكانها ستنكسر وستم*وت في اي لحظه ، ركضت  الفتاة نحو حمزة و احتضنته و كانت تقول و هي تبكي
"ارجوك لا تذهب مجددا للخارج من اجلي"

وضع حمزه يديه على رأسها و بدأ يربت عليها لكي تهدأ قليلا و قال و هو يبتسم
"لا تقلقي علي يا دانية"

  صرخت دانية بصوت عالي وهي تبكي
"كيف لا اقلق عليك !؟ وانت في كل مره تجلب الطعام لنا ترجع وانت مصاب بكل هذه الكدمات"

قال حمزة والابتسامه تعلو وجهه
"هذه الكدمات تحدث لاني دائما اقع في طريقي الى هنا ، حسنا دعينا من هذا الكلام و لتناول الطعام بسرعة اشعر بالجوع"

حمزه لم يكن يصطاد مثل الناس بل كان يبحث عن معلبات في المتاجر المهدومه بسبب لان قبل الكارثه باسبوع تم فحص اخته انها مصابه بسرطان البنكرياس مرحله اولى ، كان يمكن شفائها اذا اتبعت علاج المستشفى مع مرور الزمان و في احد الايام اخذت عائلة حمزة اخته من المستشفى لكي يذهبوا في رحله عائليه ليرفعوا معنويات اخته و في اثناء الطريق نزل والدي حمزة و دانية من السياره لكي يشتري لهم الطعام لكن بدات فيضانات تظهر فجاه و هدمت معها المبنى الذي ذهب فيه والدي حمزة و دفنوا فيه احياء ، ظلت اخته تصرخ و تلكم زجاج السياره لكي تخرج و تنقذ والديها و كان حمزة مذعورا من الذي صار لكن سرعان ما جمع شتات نفسه و ركب في مقعد القياده و انطلق باسرع ما يمكنه الى مكان امان ، ظلت اخته تصرخ له و هي تبكي ان يرجع و ينقذ والديهم الى ان اغمى عليها ، كان حمزة يريد ان يذهب اليهم اكثر من اخته لكن يعلم إنه اذا ذهب هناك سيموت مثل والديه ، لم يكن حمزة يخاف الموت و لكن كان يخاف في ماذا سيحدث لاخته بعد موته فهي فتاة صغيره عمرها ١٢ عاما ولن يكون لها عائله تحميها و فوق كل هذا مرضها ، قرر حمزة من يومها انه سيتحمل مسؤولية حماية اخته وسط هذه الفوضى .

بدأ حمزة و اخته في تناول الطعام و سألته اخته
"لم لا تاكل الطعام"

رد حمزة مبتسمًا
"فجاه اشعر بالشبع"

كان حمزة لا يصطاد و إنما يحضر معلبات من المتاجر المهدوم  بسبب مرض اخته لانها اذا اكلت شيء مثل طعام الصياد او كان حتى الطعام متسخ قليلا ستبدا اخته بالصراخ بسبب الم المعده و تتقيأ الطعام ، كان حمزة لا ياكل الطعام الا اذا كان فيه وفره منه فكان هناك احيانا لا ياكل شيئا لمدة يومان ، كان يبدو مثل شخص نحيف جدا و كان لون شعره و عينه بني اللون وبشرته بيضاء و كان طوله حولي ١٨٤سم .

كانت دانية تعرف انها هي سبب عدم اكل أخاها معها بسبب مرضها فقالت بملامح جاده
"لن اكل اذا لم تاكل اولا"
قال حمزة و هو يتعثر في الكلام
"ل..ست جائعاً حقا"

فجاه خرج صوت قرقره من معدة حمزة احمرار حمزة من الخجل وقال بصوت منخفض وهو يحك راسه
"تبا لهذه المعده"

ضحكت دانية على حمزة و قالت و هي تبتسم
"انت جائع لقد كشفتك معدتك"

حمزة كان يحدق في دانية لانه لم يراها تبتسم منذ يوم موت والديهم و شعر حمزة بالفرحه و بدأ بتناول الطعام مع اخته.

ثم اتى منتصف الليل و عاد حمزة من دورية البحث بعد ما تاكد انه لا يوجد شخص بالجوار و ذهب لرؤية اخته و لكن لقد نامت سلفاً و ضع حمزة يديه فوق شعرها و بدأ يربت عليها و قال
"احلام سعيده"

وعندم نزع حمزة يديه وجد خصيلات شعر طويله من شعر اخته و قال حمزة لنفسه بصمت

"اعلم اني لا استطيع انقاذك و لكن على الاقل ساحميكي و اجعلكي سعيده الى اخر لحظه من حياتك"

عصر فوضويحيث تعيش القصص. اكتشف الآن