البارت 33

578 15 35
                                    

في مكان ما حيث تنسدل ستائر العتمة
خلف قضبان هذا القبو الضيق الحالك
يقبع ذلك المرهق
مغلل بأغلال صلدة تعلقه من ذراعيه
والدم يتسايل من كل ناحيه في جسده اثر التعذيب
هو لا يقوى على رفع رأسه حتى
و صدره يرتفع وينخفض اثر تنفسه المستصعب
وقلبه يصرخ بالأهات راجياً الاغاثة
بصيص نورٍ خافت ينبعث من فتحات الباب
وما زادت حالته الا توتراً

فتح الباب واذا بذلك الغرابي يطل بهندامه الانيق من بين شعات الضوء التي وضحت ابتسامته الشريرة
واخذ خاطياً نحو هذا المعلق الهزيل
هتف بصوته الاجش المستفز : كيف كان نهارك عزيزي

استجمع الجريح قواه التي لم تساعده على شيء سوى رفع رأسه والقول بصوت متعب متحشرج مبحوح من كثرة الصراخ  : لعنه الجحيم عليك

تبسم الاخر بعرضه
ليركل معدته بقوة حتى بسق الدماء
وأستكمل قائلاً : لا تستعرض قواك علي وانت في هذا الحال عزيزي أليكسو

تبسم أليكس بسخريه ليرفع رأسه مجدداً ويقول : لو كنت رجلاً
لما غللتني وانتظرت مني المبادرة بالحرب

اطلق بيدرو ضحكة صاخبه ليقول : موعدنا بعد منتصف الليل يا فتى
فأنا يجب ان اذهب الى صغيرتي التي تنتظرني
ربما هي لم تأكل عشاءها حتى الان لأجلي

غضب أليكس وصار يزمجر بسخط يحاول الافلات من تلك الاغلال لينقض عليه
ولكن قوته كانت اضعف من ان يزمجر حتى

وهاهي نوبه السعال تقتحم صدره من جديد
وتجعل منه خنيقاً لا يكاد يجد جزيئة اوكسجين واحدة في المكان

قهقهة صاخبه صدرت من بيدرو ليربت على شعره ويخرج من القبو مؤصداً الباب خلفه

اما داخل القصر
كانت فرانكلين تدور حول نفسها بملل في شرفه الغرفه..
وتغني بصوتها الطفولي اغنيه خاصة بالاطفال
ولكنها لمحت بيدرو وهو يدخل من البوابه لتقفز بفرح وتناديه من الشرفه قائلة : بيدرو بيدرو انا هنا

سمع بيدرو صوتها ليرفع رأسه نحوها ووجهه متجهم
عقدت حاجبيها بأستغراب عندما رأته يتلفت حوله وتبايين الغضب على وجهه
لتنزل الى الاسفل بسرعه وتجده واقف عند الباب
ووجهه ممتقع
اقترب منها وهي تقف عند السلالم بتوتر
حتى بات وجهه يقابل وجهها ليقول : لماذا خرجتي على الشرفه  ؟

انزلت رأسها تنظر الى اطراف قميصها عابثةً بها مزامنةً مع تفووها : كنت اشعر بالملل وحدي لذلك خرجت لأستنشق الهواء في الشرفه وانظر الى السماء

هتف بيدرو بشيء من الغضب : وبهذا الشكل والملابس ؟

عقدت حاجبيها وصارت تعبث بأزرار قميصه قائلةً بحزن : انا اسفه بيدرو

ذاب غضب بيدرو كالجليد المنصهر امام تصرفاتها التي جعلت منه يتوق إليها
ليقول متناسياً الغضب بعد ان قبل خدها بلطف : ألن احصل على عناق ترحيب

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 14, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شـَــقـــاءُ زَعــــيـمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن