انتصف الظهر.. تعامدت اشعه الشمس مع هبوب نسمات بارده تبشر بأقتراب الشتاء، تحتضن شعاع الشمس تهدهد دفئه.. يتخللها صوت العصافير تغني انشوده الخريف مهدية الأجواء سحرا اضافيا..
خرجت سما من باب القاعه متجهة من خلال البهو إلى الخارج.. لمحها نديم اثناء نزوله من الدرج فأتسعت ابتسامته و لحق بها.. كانت تهم النزول من السلالم الثلاث خارج المبنى حينما ناداها..
_سماا.. انتظري..
.. تسمرت مكانها عندما ميزت صوته.. تنهدت واستدارت مبتسمة بخجل بنفس لحظه وصوله إليها..
_ مرحبا سما.. كيف حالك اليوم ؟
_ بخير، شكرا لك.. و انت ؟
.. قالتها بتردد و صوت رقيق..
_ أنا جيد.. هيا تعالي لنتغدى معا.. هيا بنا..
مشت معه بخجل شديد تشعر أنها ستقع على وجهها من فرط الارتباك و التوتر.. وصلوا للمطعم الخاص بكليتهم و كان المكان مزدحما جدا، بداءت سما تبطئ خطواتها.. فتخلفت عن نديم.. التفت إليها متسائل عن سبب وقوفها..
_ لم توقفت ؟ ام تودين الذهاب لمكان اخر ؟
حاولت إخراج صوتها ليبدو طبيعيا لكنها فشلت ليظهر بوضوح ارتجافها..
_يبدو.. يبدو.. المكان مزدحم.. لا توجد طاولة شاغره.. للجلوس..
.. أقترب منها ليستمع لصوتها الخافت جدا، مد رأسه بجانب رأسها يسألها بأهتمام..
_ لم أسمع ما قلت سما.. هل تريدين أن نذهب من هنا ؟
هزت رأسها بنعم بسرعه مأخوذة بقربه فهي لم تعتد على شيء كهذا خصوصا بعد أن احتل عطره رئتيها.. ما زاد الطين بله ابتسامته التي قابلها بها وهو يومئ لها بتفهم، اردف بهدوء..
_حسنا، كما تشائين.. سأبتاع لنا شطائرا وعصير واعود اليك.. انتظريني هناك..
.. اشار لها على احد المقاعد الفارغه بجانب المطعم.. جلست تنتظره تحاول ألتقاط انفاسها و تستعيد معدل نبضها الطبيعي.. كم كانت محرجه.. لم تتمكن من الاعتذار منه و اخباره بأن حتما آيه تنتظرها الآن.. مشت معه مجبره.. و لكنها راضيه.. سحبت هاتفها لتخبر آيه بأنها مع نديم وسوف تقابلها لاحقا..
_ هيا بنا..
_الى أين ؟
_ تعالي معي فقط ولن تندمي..
.. ابتسمت و سارت معه بعد أن ناولها علب العصير لتحملها عنه، يحمل هو كيسا كبيرا يحتوي على عدد من الشطائر و علب بسكويت.. ابتسمت بأتساع وهما يعبران سور الحديقة.. ذلك المكان الذي تهرب من رندا فيه.. جلسا على احد المقاعد الخشبيه المزوده بطاوله متصله.. بداء نديم يترتيب الطعام بينهما..
ينظر إليها، لا يفهم سبب ارتدائها الدائم لتلك النظارات..
_ لم ترتدين نظاراتك الشمسية بشكل دائم ؟
احرجها السؤال.. كادت أن تغص بالعصير.. اجابته وقد تلونت وجنتيها بالاحمر..
_ أنا.. يعني.. الشمس.. الشمس قويه.. تألم عيني..
.. ابتسم يقول بصوته الاجش..
_ لا شمس هنا الآن.. نحن نجلس تحت الظل.. لا تحجبي جمال عينيك.. انزعيها..
.. انكمشت على نفسها و اضطرب تنفسها للمره الاف.. رفعت يدها بحركه لا اراديه تضعها على مكان قلبها كأنها تتوسله أن يهدئ.. استغرب نديم حالتها، قال بسرعه..
_ هل ستبكين ؟! لا لا ارجوك لم اقصد.. لا تخلعيها.. ابقيها.. نامي بها أيضا اذا شئت، لكن لا تبكي رجاءا !
.. تتابعه بدهشه وهو يتكلم بسرعه ويشير بيديه بأستسلام كأنه يهدئ طفلا..
ضحكت برقه و قد بانت اسنانها و وضعت كفيها تحتضن وجنتيها بحركه الهبت مشاعره.. ابتسم ينظر إليها كالاهبل، مسحور برقتها و نعومتها..
أنت تقرأ
حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة )
Romanceننطلق نحو اهدافنا.. نجتاز الطريق.. نتعثر احيانا، نسقط احيانا.. لكننا نصل.. مايهون الصعاب.. هو الرفقة.. الجزء الأول ( حكاية حياة ) بداءت بتاريخ 19/أكتوبر,2022 انتهت بتاريخ 28/فبراير,2024 *الرواية أصلية، غير منقولة أو مقتبسة.. *كل ما ورد من تأليفي، عد...