حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة )

الفصل التاسع... معرفه ..

متسطح كل منهم على سريره يتحدث فواز عن الحفله التي سيعزف فيها بعد يومين..
_ لم أستطع الرفض.. الرجل كريم معي ودائما ماكان يدعمني.. هو السبب بمعرفتي بكل الزبائن الذين استخدموني لتعليمهم أو تعليم اولادهم العزف، يعني لولاه لما صار عندي هذا الدخل المحترم لو كنت اكتفيت فقط بالتدريبات البسيطه التي أقوم بها مع اولئك الاشبال في النادي الرياضي، لكان صعبا جدا ان استقل ماديا طوال هذه الفتره..
اجابه نديم بأهتمام..
_ معك حق، افهمك.. لكن الوقت ضيق، كيف ستهئ نفسك للنزال.. حفله عيد الميلاد تلك تبداء في تمام العاشره صباحا في الوقت الذي علينا ان نكون على رأس تدريباتنا و احماء اجسادنا.. تفتح الحلبه في الثانيه ظهرا وانت ستكون الثاني على القائمه.. كيف ستجد الوقت لاكمال الحفل و الاحماء و الوصول قبل بداء المباريات ؟
.. اجابه فواز وهو يتنفس بهدوء مشبك اصابع يديه أحدهما بالاخرى فوق بطنه مبتسم ابتسامته الدافئه الدائميه المريحه..
_ لا بأس، سأتدبر امري.. سيكون كل شيء على احسن ما عليه أن يكون.. سأعزف في ميلاد حفيد السيد كرم و اسعد طفلا وعائله.. بعدها سأتوجه لمبنى المباريات مباشرة.. ساذهب إلى هناك مهرولا، انتهينا من فقره الاحماء.. ثم سأكون هناك قبل موعدي بساعتين على اقل تحديد..
.. التفت بوجهه ناحيه صديقه الذي كان ينظر له بتركيز واهتمام..
_ يعني يمكننا إتمام كل مهامنا بشكل جيد لو وضعنا خطه ذكيه واتبعناها بشكل صحيح.. والاهم من ذلك أن نحب ما نفعل ونفعله بنبه خالصه لنشر السعادة واتمامه بما يمليه علينا ضميرنا.. و نتفائل !
.. قالها غامزا لصديقه المبتسم له بأعجاب و فخر.. ثم استدار ليعود على نفس وضعه السابق مستلق على ظهره..
_ حسنا، سيد متفائل ! أظن بأنني من سيتورط بأيصالك لمكان الحفل ؟ صحيح، أين نضموه ؟ في المطعم أليس كذلك ؟
.. هز فواز رأسه بنعم .. أكمل نديم..
_ اممم جيد.. أنا متحمس جدا للكم بعض الاوغاد !!
.. قالها وهو يقوم بحركات لكم في الهواء اضحكت فواز..
_ أنا اكثر منك حماسا.. سيكون أمير من نصيبي !
.. نطق بنبره شريره جعل نديم يقهقه بصوت عالي..
_ ااه يا فواز، إحدى امالي في الدنيا أن أنازل أمير البغيض  واسحقه في الحلبه.. لاكسر انفه العالي ذاك !
_ انتبه يا صديقي.. فهناك الكثير ممن يتمنون سحق انفك انت أيضا.. بل ربما تكون اكثر امانيهم تطلبا على الإطلاق !
ضحك نديم و رد ساخرا بغروره المعتاد..
_ لن يجراء احد على فعلها بنديم الوحش ! انسيت بأن الهزيمه لم ترد إلى الآن بسجلي الرياضي.. اربعة و عشرون نزالا كان الفوز حليفي بتسعة عشر منها بالجولات الأولى بالضربه القاضيه ko.. ثلاثه بعدد النقاط.. ومباره واحده بأنسحاب الخصم.. و احداهم مع الأسف أنا من انسحب، بسببك !
.. لفظ كلمته الاخيره بينما يرمق صاحبه بغيض.. ضحك فواز بمرح و استدار بجسده ناحيه نديم متسائل..
_ هل كنت تفضل اكمال النزال على أن تطمئن على صديقك في المشفى ؟
.. اجابه نديم بعد أن اهتاجت مشاعره وتحشرج صوته..
_ لا يمكن أن افعل.. أكون مع صديقي حتى لو كان في جهنم.. افديه بروحي كما فعلت سابقا.. اعطيه قطعه من جسدي مره أخرى.. فقط لاراه سالما..
.. تأثر فواز الواثق من جواب خليله و صدقه ونقاء روحه.. أراد أن يغير الجو الذي طفى على سطحه بتلات ذكريات حزينه ولكنها الاسس الميتنه التي ارتكزت عليها صداقتهما و التحامهما.. أقترح فواز بطريقه مرحه..
_ افكر أن ندلل انفسنا قليلا بعد النزال..
ما رايك لو نحجز في أحد مراكز الاستجمام لنحظى بتدليك و اهتمام بعد التحطم و التخدش الذي سيحدث لنا ؟
اجابه نديم مستفزا..
_ تحدث عن نفسك، أيها المتحطم !! بالنسبه لي أنا من سيحطم.. لكن لا مانع من جلسه التدليك على شرط أن تكون من تدلكني إحدى الحسناوات !
.. همهم بصوت خافت بشقاوه.. هز فواز رأسه بقله حيله من صديقه الماجن.. اضاف نديم سريعا وقد تذكر شيئا..
_ صحيح فواز، لنرتب أيضا جلسه لازاله الشعر بالليزر فقد بدأت لا اطيق نفسي وانا هكذا !
.. مشيرا لشعر صدره الذي نمى من جديد.. كرمش فواز وجهه بألم قائلا بتعجب..
_ لا أفهم كيف تستطيع النساء تحمل الم مزعج كهذا مره أو مرتين كل شهر ؟ ففي كل مره اضطر لازاله شعر جسمي بالشمع أخرج وكأني مسلوخ الجلد مشتعل من الألم.. لذلك قررت أن اعود لموس الحلاقه !
.. اردف نديم المؤيد لكلامه..
_ الحمدلله أننا لسنا مضطرين أن يكون ملمس جلدنا ناعما بخلاف النساء، عليهن أن يكن دائما نظيفات وناعمات لنس..
.. اخرسته نظرة فواز المحذره من اكمال كلامه الفاسق.. لكنه عدل السرد يأخذ القصد لمنحى آخر..
_ الحمدلله أننا لسنا مضطرين أن نزيل شعر بعض المناطق بالشمع !!
.. نظر له فواز بالبداية بعدم فهم.. بقيا يرمقان بعضهما عده ثوان إلى أن انفجرا ضاحكين وقد فهم فواز ما يعنيه..