الفصل الرابع و الاربعون

224 15 17
                                    

ما تصنعه بحب لا ينبت الا جمالا..
( جلال الدين الرومي )

ليلة عصيبة قضتها سما تتلوى نازفة دمعا حارقا.. يصرخ قلبها مبتور الفرحة قهرا و الما.. تنازع الروح مكسورة تنادي الخلاص من جسد متفطر ينبض بوجع بعد أن رمت بها مدة امواج القدر فوق جلاميد البؤس بأقوى ضربة تلقتها طوال حياتها الناقصة.. وئدت سعادتها الوليدة و اهيل عليها تراب الحرمان.. كانت تعلم أنها ملعونة، تدري بنفور الراحة منها لكن تتسائل، ماهو ذنبها ؟ ما الجريمة التي اقترفتها ؟ لماذا تعاندها الدنيا و تستمر بصفعها مخلخلة توازنها لتسقط هاوية على رأسها في كل مرة ؟ هل كثير عليها الفرح ؟ ام كبير عليها ثوب السرور ؟
جرت نفسا تقطع بين الشهقات الخافتة محتضنة نفسها مغلغلة اصابعها بقماش فستان الزفاف تسحبه عنها بحيل مهدود تخرج وجعها بتمزيق النسيج.. ضمتها سعاد بقوة و شددت الحضن بذراعيها تتحدث معها وتقنعها مترجية بالهدوء.. يساندها المتلفات حولها مواسين و محتوين.. تدلك السيدة جيسيلا و تاليا ساقيها و مستلقية حياة بجانبها محتضنة رأسها تمسح على شعرها شاردة بعينين حمراوين ساكنة بشكل مريب بينما تعانقها سعاد تذرف معها الدموع غارقين بالكآبة..
طرقت شذى الباب و دخلت تحمل هاتف حياة لاتصال ادم بها.. نهضت تشكرها و ابتعدت عن الجمع ببضع خطوات ترد على المكالمة..
_ أهلا ادم.. طمئني، ما الاخبار عندك ؟
.. بصوت خافت تسأل.. اجابها يتنهد بضيق..
_ الوضع سيء.. لم أتمكن من اتهام نديم فعلى ما يبدو أن أحدهم نصب له مكيدة.. لست متأكدا من نزاهته، أيضا غدا سوف تتوضح المسألة بعد تحقيق الشرطة و استجواب جميع عناصر الامن للنوبتين الصباحية و المسائية.. لكن ما اجزم به هو جنون نديم المنقطع النظير و شراسته الفضيعة !
.. منزعج متقلص الملامح.. زفر بينما يسأل..
_ كيف حال سما ؟
.. اغمضت حياة عينيها..
_ ليست بخير..
.. حوطت خصرها بذراعها تسند عليها كوع ذراعها الأخرى الممسكة بالهاتف.. اردفت متنهدة..
_ أنها في حالة صدمة لكنها لم تنم إلى الآن وهذا اراحني.. فعادة سما هي الهروب من الواقع و الاختباء في عقلها اللاواعي لتخلق عالمها الخاص، لكن هذه المرة متشبثة بالصحو بشكل غريب..

_ الا ينبأ هذا بالخطر ؟

_ بالعكس.. كل الخوف من استيقاظها في الغد بعد أن تسقط مستسلمة للنوم لاحقا اثر الارهاق الشديد..
.. سكتت للحظات ثم سألت بأهتمام..
_ ماهو وضع نديم ؟ صف لي طريقة انفعاله و ردة فعله..
.. ضيق حاجبيه..
_ اخبرتك، مجنون كليا و لا يطاق ! بالاضافة الى صوته العالي و وقاحته يدرعه فواز بحماية و أسناد بطريقة  مغيضة !
.. تذكرت توا، لتردف..
_ ادم، نسيت اعلامك أننا..
.. قاطعها بهدوء..
_ في بيت سعاد.. اخبرنا فواز بذلك.. جيد ما فعلتم، وفرتم علينا الكثير من الأسئلة.. حياة، هناك ما علي إخبارك به..
.. متردد، اوضح بعد صمت مهتم منها..
_ السيد باسم طلب أن تقيم سما في بيته حتى نتبين من ما طرئ.. بصراحة لم أتمكن من جعله يعدل عن قراره..
.. تفاجئ فعليا من ردها..
_ ممتاز ! سيكون هذا افضل من ابعادها.. تفكير صائب من السيد باسم و من الجيد انك وافقت..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن