البارت 18

232 7 0
                                    

لم يتحمل كين الكلام اكثر فاكتفى بذرف الدموع التي مهما حاول ايقافها لن يستطيع .
صمت توم وهـو لم يكن يتخيل بانه سيرى كين القوي الصلب الشامخ " قاتل المافيا " يبكي بحرقة كطفل اضاع والدته ، لما لا ، فكين اضاع مايعتبره اعظم من والده ، فقد قُتِل اخاه رمز حياة كين ،
هـكذا فكر توم ولكن لم يشعر بنفسه الا وهـو يسأل كين
كين : اود سؤالك ، دائمًا ما تذكر اخاك فقط ، فاين والديك ووبقية اخوتك ان كان لديك  عن ذلك ؟
صمت كين لوقت ثم قال :

كنا نعيش حياة عادية مثل اي عائلة ، انا وامي وابي فقط ، قبل ولادة اوستن ، كانت امي لا يعيبها شيء سوى انها اذا غضبت تقول كلامًا وافعالًا تندم عليها بشدة ، فمرة غضبت علي ومنعتني من الذهـاب لموعدي في المشفى واشتد مرضي اكثر ولكنها بعد ان هدأت اعتذرت وذهبت بي الى المشفى ، المهم بان امي وابي تشاجرا مرة امام عيني وكان الشجار عاديًا نوعًا ما الى ان قال ابي الذي يعيبه الكثير :
بانه تزوج امرأة اخرى وسيحضرهـا غدًا لهـنا .
ومن بعد كلمة والدي لم تستطع امي ان تتحمل ففقدت وعيهـا واستيقظت واصبحت كالهـرم الجامد ، لم تعد تبدو عليها اية تعابير وكل هـذا بسبب ابي ، في اليوم التالي اتى ابي لوحده وكان لا يزال غاضبًا من امي وهي كانت متعبةولكنها تمثل عدم اهتمامها بالامر ، قال ابي دون مشاعر او احساس :
ان تنظف المنزل وترتب غرفة الضيوف لتصبح لي وغرفتي الواسعة والجميلة ستصبح لزوجته الاخرى ، حاولت امي ان تصمد الى ان ذهب ابي ثم بدأت بالبكاء الفظيع وبقيت لمدة ساعة كاملة وعندها اتيت لامي وقلت لها ان تستريح وانتي فعلت كل ما طلب ابي وقد نقلت اشيائي واثاثي الى الغرفة وكلامي هذا جعل امي تكره والدي اكثر فاكثر ، المهم بان زوجته الثانية اتت لمنزلنا وكانت اشد بشري حقير في هذا العالم ، في يوم من الايام ارهقت امي بشدة فرفض والدي الذهاب بها للمشفى فتكفلت انا بها وكنت لا ازال ابن 9 سنوات  ، عند ذهابي بها اكتشفنا ان امي كانت حاملًا بطفل صغير ، انهارت امي تود قتله ، لا تريد ان يربطها بابي شيء اكثر مني ولكني اوقفتها وقلت لها بان تجعل هذا الطفل نقطة رجوع والدي وتاسفه لها ، عدنا للمنزل واخبرت ابي بما جرى لامي ولكنه لم يهتم فاكتشفت لاحقًا انه مهتم بابنه من زوجته الثانية الذي كان في بداية شهره التاسع ، انهارت والدتي بشدة وكادت ان تموت هي والجنين الذي تحمله ولكنها صمدت واصررت انا ان تجلب لي اخ يعينني ويعينها ، بعد مرور شهـر تفاجأنا بابي يدخل بزوجته الثانية وفي يدهما طفل وكم كان ابي فرحًا به بشدة ، ولكن امي لم تبدي اي  تعابير او بالاصح لم تعد تهتم سوى بابنائها فقط ، كبر هـذا الطفل الذي اصبح يقف مع ابي ضدي وكانوا دائمًا ما يحاولون ان يذلوني وامي واخي الصغير اوستن الذي عندما وُلِد لم يهتم ابي بل قال انه لا يريد اطفالًا منها ، مرت السنين وكانت امي تصبح اشد برود من اليوم الذي قبله ولم تكن تحادثني الا بكلمات بسيطة تامرني بها ، فكنت انا من اعتني باخي اوستن وانا من علمته الكلام وكذلك المشي وكل شيء ، عندما عدنا مرة من المدرسة وكنا في الطريق انا واوستن ومعي اخي الذي من زوجة ابي رأينا امي تقف على احدى جسور المانيا تود الانتحار ، حاولت اللحاق بهـا ولكني لم استطيع ، قبل ان تنتحر امي نظرت لي ولاوستن بنظرة حرن وانكسار واعتذار شديد يملأ عينها التي لم ترى الفرح منذ سنين كثيرة ، حاولت انقاذها ولكن امي ماتت فعلًا ، عندما علم والدي بالامر لم يفعل شيء وكانه سمع قصة ما قبل النوم ! لم يحزن او يقول شيئًا غير انه صرخ في وجههي انا واوستن :
انها غلطة منه انه تزوج من والدتي وانجبنا منها ووصفها بالقذرة والمقززة ، امرنا بالخروج من المنزل وان لا نراه مرة اخرى .
بالطبع انا لم اتحمل العيش مع شخص مثله فاخذت اوستن وذهـبت الى فندق واصبحت اعمل حتى استطيع ان اكفل نفسي واخي اوستن ، ومن ثم قررت الابتعاد عن والدي وعائلته الجديدة لابعد حد ممكن فاتيت الى اليابان حيث قتلت المنظمة اخي ومن ثم دخلت الشرطة ،
( بصوت رجولي وشامخ وقد توقف عن البكاء )

دماء الانتقام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن