2- اسكتشى انتي

81 9 16
                                    

كانت شفق تتحدث مع صديقتها دَهب عبر الهاتف ..
"يبنتى بقي يبنتي عايزين نخرج ولو مرة واحدة فحياتنا!"..قالتها دهب مسترسلة.

"يستى من عنيا الاتنين والله ،بس احنا بوق اصلًا بنتفق ومبنخرجش فـمتفرهدنيش بقى ابوس ايدك" ،ثم اردفت : "امك عاملة ايه يبت سلميلى عليها .."

صمتت دهب قليلًا ؛فـوالدتها لا تحبها أن تتحدث مع أيًا من شفق أو صِبا.. نظرًا إلي أنهن فتاتان يعيشان بمُفردهما ،ولا يوجد معهن رجل ؛ليكون مسئول عن تصرفاتهن أو لـيحميهن. وكأنها قد نسيت تمامًا أنهن ليسوا مَن تمنوا أن يصبحوا علي هذا الوضع ابدًا!

"ايه يبنتى انتى مُوتِّي!"..قالتها شفق ،لتردف دهب بتهكم :

"لسانك بينقط زفت على دماغك ..ايه مُت دي !!"

"احنا اسفييين يصلاااح ..امك عاملة اكل ايه يبت يا دهب ؟..اصل بيني وبينك اختى عملت اكل محروق."..قالتها شفق بتوجس ،لكنها فوجئت بـصِبا تمسكها من سترتها المنزليه ،تردف بـغيظ :

"بقي بتفضحينى على الفضائياات يا ست فتكاااات انتى!"

انفزعت شفق من دخول أختها المفاجأ ،فأردفت :
"خضتينى يا ولية ..ابقى قولى احم او دستور بعد كدا."

"دا انا هشلفطك ..بقى انا اكلي محرووق؟!"..نطقت بها صِبا بتهكم.

لتنطق دهب من الجهة الآخري للهاتف :
"جرااا ايه يعااالم ياللي هناك ،انا لسه هنا ..انتوا نسيتوني منك ليها ولا إيه!!"

"مِين دي!" قالتها صِبا بشمئزاز مزيف.

أردفت شفق:
"دي..دي" ،ثم أمسكت الهاتف ووضعته علي أذنها قائلة بإستفهام : "إنتي مين صح؟!"

"نعم !! ..انا اللى هاجي اشبشبلكم انتوا الاتنين" صاحت دَهب بصوت غاضب وبه بعض المزاح.
لـ تأتي والدتها من خلفها ،مردفة بنبرة حادة:
"إنتِ بتكلمي مين يا دهب!"

تصنمت دهب ،ثم بدأت تستدير لـوالدتها ببطئ ،وهي تحاول أغلاق الهاتف بسرعة ،لكن اوقفتها والدتها قائلة بصوت عالي يشبه الصُراخ قليلًا وصل لأذُن كلًا مِن شفق وصِبا:
"تااني يا دهب !! انا مش قولتلك ابعدى عن البنتين دول!"

جائها صوت شفق من الجهة الأخري من الهاتف قائلة بصراخ مُشابه لـصراخها:
"مالهم البنتين دول ! إنتي شايفة إن أحنا مثلًا جربانين يعني عشان تكلمينا كداا !!"

حاولت صِبا إسكات أختها ،لكن أردفت شفق:
"لا مش هسكت .."
لـتستكمل والدة دهب كلامها بنبرة تحذيرية : "دهب اقفلى الزفت دا ،واياكي اعرف انك لسه بتكلميهم أو بتقابليهم.. انتي فاهمه!"

"بس يا ماما.." قالتها دهب محاولة إستعطاف والدتها!!

لكن جائها صوت صِبا من الجهه الاخري من الهاتف ،وهي تقول بجدية :
"دهب..اسمعي كلام والدتك." ثم أغلقت الخط.
_______________
في مكان أخر..

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن