14- خيانه !!

41 5 8
                                    

تحركت شفق لتجلس فى منتصف الطريق، فأردفت صِبا بتحذير : "ولما تيجى عربية تشيلك دلوقتى هتتبسطى!! ..قومى يبت."

"خليها تشيلنى ونخلص ..انا رجلى مش قادرة أقف عليها"

ظلوا على هذا الوضع لمدة، حتى اقتربت مِنهُم إضاءة كشاف لسيارة ما مصوب ناحية شفق، فصرخت صِبا بأعلي صوتها : "حااااااااسب!"

وضعت شفق كلتا يديها على وجهها برعب، تردد بهمس : "انا مُت ..انا مُت.."

أوقف الشاب سيارته، ثم نزل من السيارة بسرعة؛ ليطمئن بأن كل شيء بخير! فوجد فتاة تقف أمام سيارته برعب، وخلفها فتاة منكمشة على نفسها جالسة فى منتصف الطريق، تضع كلتا يديها على وجهها فلم يرى ملامحها ..فأردف للفتاة الواقفة بتعجب :
"أنسة صِبا !! ..حضرتك بتعملى ايه هنا، وفي الوقت دا !"

تحققت صِبا من ملامح ذلك الشخص الذى يقف أمامها فوجدت إنه "أحمد"، فأردفت بهدوء ردًا على سؤاله :
"لا ولا حاجة، انا واختى كنا بنعزل من بيتنا، ومستنين عربية"

فنظر أحمد للفتاة التى ما زالت على نفس وضعيتها، ثم عاد ببصرهِ إلي صِبا مرة آخرى مردفًا بإستفهام :
"دي أختك ؟!" ..أومأت صِبا بتعجب، فأردف هو بجدية : "وقفتكم فى نص الشارع وفى وقت ذي دا خطر عليكم.. ممكن تسمحيلى أوصلكم ؟!"

أردفت صِبا بجدية وهدوء : "شكراً ليك، احنا مستنين الباص "

أردف أحمد بجدية عندما لاحظ كم انها عنيده : "الباص إجازة انهاردة ..اعتبرينى سواق حتي، بس وقفتكوا هنا غلط والله.. الشارع دا مليان بلطجية ومتحرشين اصلا !"

أردفت صِبا بجدية : "متشكرين يا استاذ احمد تقدر تروح انت، احنا هنقدر نتصرف متقلقش"

تركها أحمد ليذهب لأختها التى ما زالت على نفس الوضع، فمال بجسده ثم جلس على ركبتيه أمامها مباشرة، ليجدها تهمس بشيء من خلف يديها ..
فـكانت شفق تتمتم بـ : "انا مُت ..انا مُت!!" حتي جائها صوت ذكورى يردف قائلاً : "لا مموتيش ..أنتِ لسه عايشة متخافيش" ..أزالت شفق يديها من على وجهها لتتأكد من إنها ما زالت حية! فصرخت بفزع ..صرخ أحمد بفزع هو الأخر فكاد يقع للخلف من أثر صرختها، فصاح متعجباً : "إنتِ بتعملي إيه هنا !!" ..وقفت شفق تهندم ثيابها، مردفة بحنق :
"هو انت اللي كُنت هتدوسنى !!"

"طبعًا كنت هدوسك، انتى مش ملاحظة انك كنتِ قاعدة على الأرض وفي نص الطريق ؟ ..اكيد مكنتش هطير بالعربية من فوقيكي !!"

"انت بتتريق!!"

"وهو في حد عاقل يقعد فى نص طريق العربيات كدا !! مش خايفة عربية تيجي تشيلك يا أنسة !"

صاحت صِبا بأعلى صوتها حتى تنهى هذا الجدال : "بسسسس انت وهي، في ايه !!"

أردف أحمد مستفهمًا : "أنسة صِبا ..حضرتك تعرفيها ؟"

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن