9- جواب..

54 6 2
                                    

فى اليوم التالي..

كان احمد يسعل بقوة، وهو يتحدث مع اخيه عبر الهاتف : "عامل ايه يا جوو واحشنى!؟"

"انت اخدت برد يا احمد، ولا دا حق البنات اللى كنت بتتسلي بيهم !"

أردف احمد بتعب واضح، وهو يضحك بخفوت : "حرام عليك يا بنى دا انا مؤدب، وحافظ القرأن كله"

ابتسم يوسف مؤيدًا لحديث اخوه قائلًا :
"ايوا ايوا، وبتخطب فى الجامع كل جمعه ..انت هتصيع يا احمد!! دا احنا دفنينه سواا !"

أردف أحمد بمزاح :
"طب حاسب بقى لمراتك تسمعك، وتبات على الكنبة انهاردة!"

فأردف يوسف مُجيبًا بمزاح :
"وانام على الكنبه ليه ..والحمام موجود !!"

بدأ احمد يضحك، وهو يسعل بقوة، حتى جائه صوت أخيه من الهاتف بنبرة قلقة : "احمد اشرب دوا عشان الكحة دي ..متهملش تعبك ذي كل مرة انت فاهم!"

ثم جائه صوت زوجة أخيه "فاطمة":
"لو مأخدتش دوا يا احمد، هتصل بـ طنط تديهولك عافيه، خد بالك بقى.."

تحدث احمد قائلًا بتعب : "انتوا اتفقتوا عليا، ولا ايه!؟ خلاص هشرب الدوا متقلقوش" ..ثم أكمل مازحاً : "يلا سلام بقى عشان مطولش عليكم، اصل انا واد حسيس اوي، وبفهم فى الأصول بردوا ..يوسف هستناك اخر الاسبوع تيجى من السفر تمام ؟"

اجابه يوسف مودعًا : "بإذن الله تمام ..سلام." ثم اغلق الخط."

ثم نظر لزوجته بِحُب وإمتنان، مُردِفًا :
"فاطِم انتِ ازاى رغم معاملة ماما ليكِ في فترة الخطوبة إلا إنِك عمرك ما اشتكيتيلى، ولا زعقتي، واتخانقتي معايا مثلًا!"

نظرت له فاطمة مُردفة بحنان :
"لأنَك ببساطة عمرك ما جيت عليا عشان مامتك، وفى نفس الوقت كنت دايمًا بتراضي مامتك، ومبتغضبهاش.. مامتك صعبة شويتين تلاته الصراحة مش هنكر، بس عشانك هستحمل اى حاجة."

عانقها يوسف بِحُب، محدثًا نفسه :
"يا ترى يا احمد مراتك هـتقدر تستحمل معاملة مامتنا!"
_______________

فى منزل صِبا..
استيقظت صِبا بتعب واضح، ثم نظرت لشفق الجالسة على الأريكة بعدم اكتراث، وهي تلقي بالمناديل في جميع أركان الصالة واحد تلو الآخر في فوضي!

صاحت صِبا بفزع وبـصوت منبوح قليلًا : "يخربييييييتك بهدلتي الصالة بـالمناديل بتاعتك دي !"

أردفت شفق بتعب،وهى تسعل بقوة : "فدايااااا ..دا بدل ما تقوليلى الف سلامة عليكى!"

أردفت صِبا بهدوء : "محدش ضربك على ايدك عشان تفضلي واقفة تحت المطر! قولتلك هتتعبى، ومسمعتيش كلامى صح!!.."
ثم أكملت بحنان أخوي، وهي تجلس:
"قومي خدى الدوا يا شفق."

هبت شفق واقفة لتجلب الدواء؛ لكي تتناوله هى وأختها، ثم فطروا سويًا ..حتي صاحت شفق بفزع، وهى تقف فجأة كمن لدغه عقرب : "عندى امتحااااااان، وانا نسيته خالص احيييه."

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن