3- أبانوب

57 7 8
                                    

ثم نظرت لذلك الشاب ( الموظف ) الذي دلف إلي المكتب ،لتقف بصدمة ..وهى تقول : "البغل !!"

"بتاعة العصير !!!!" .. نطق الشاب بصدمة مماثلة لصدمتها فهو لم يكن يتوقع أن نفس الفتاة تكون مديرته فى العمل!

"أظن ان انتَ في مكتبى دلوقتي ..ايه بتاعة العصير دي !!"
ثم أردفت بجدية وإلتزام ،وهى تجلس علي كرسى المكتب ،ومن ثم أشارت له بالجلوس :
"لمياء قالتلي انك طالب تقابلنى ..اتفضل خير؟!"

رفع حاجبه وهو يحدجها بإمتعاض ،ثم أردف قائلًا:
"وبالنسبة لبغل دي ! مأخدتيش بالك منهاا؟"

"لا مأخدتدش بالى منها" ..قالتها صِبا ببرود.

رمقها الشاب بغيظ وكأن لسانه قد شُلَّ فـلم يقدر على الرد عليها ..
لكنه أكمل بوجه مندهش :
"هو إنتي صاحبة الشركة دي كلها ،والمديرة في نفس الوقت!!."

استغربت صِبا من سؤاله ،فأجابت :
"ايوا ..عندك مشكلة ؟!'

"لا بس انا تخيلت أن المديرة هتبقى ست كبيرة عندها 50 سنة على الأقل ..إنما انتى باين عليكى لسه طالبة".سخر الشاب ،لتردف صِبا ببرود وإستفزاز :

"اصل دايمًا كانوا بيقولولي شكلك اصغر من سنك"

"عموما انا كنت جاي عشان اقدم استقالتي"هتف بها الشاب بجدية

"تمام مفيش مشكلة ..اسمك والسبب!؟"هتفت بها صِبا ،وهي تنتظر رده علي سؤالها..

"أبانوب إسمى أبانوب ..والسبب إني مسافر برا مصر مع أهلي ،وهشتغل برا" أردف بها بجدية ،وهو ينظر لها .

"تمام تقدر تقدم لي ورقة استقالتك في أي وقت ،وأنا همضيلك عليها.. وبالتوفيق مقدمًا" نطقت بها صِبا وهي تبتسم متمنيه له مستقبل موفق.

"تمام ..عن إذنِك" أردف بها أبانوب ،وهو يغادر المكتب..
_______________

في منزل دهب.. فور إنتهائها من اداء فريضتها خلعت رداء الصلاة (الإسدال) ،وذهبت إلي الصالة مكان تواجد والدتها التي تشاهد التلفاز ،ذهبت لتجلس بجانبها تمامًا ،وهي تحاول تلطيف الجو بينها وبين والدتها :
"اي يا ست الكل عاملة اكل ايه بقي؟!..اصل انا همووت من الجوع"

نظرت لها الأم ببرود وحنق ،قائلة :
"معملتش.."

"طب إيه رائيك اعمل انا اكل انهاردة ..دا انا هبهركوا" أردفت بها دهب بمزاح وحماس ..فهي فنانة مطبخ كما يقول لها والدها ،ويقول أيضًا إنها تطهو الطعام احسن من شيفات المطاعم !

ذهبت دهب مسرعة للمطبخ ؛لـتُعِد الطعام قبل مجيئ والدها وأخوها الأكبر ..
بدأت تطبخ بحُب وهي تدندن مع اللحن بإندماج :
ألسنا أحق بقلب سعيد !

أم أنَ للروح أن تستعيد !؟

عهداً جديييد..

فما السير فى الخير إلا اختيار

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن