26- قاتلة !

17 2 8
                                    

أنتَ الَّذي عودتَّني أنَّ لطفك بالغٌ
يَمحي الضَّرر وكلي يقين انكّ يا رحيمُ ترعاني💗.

بسم الله عليه توكلت وإليه أنيب..
____________________

كانت صِبا بالمطبخ تضع الطعام في الأطباق بكل راحة ووجهها مبتسم بصفاء لتقوم بتوزيع تلك الأطباق على جميع الحاضرين بالخارج ..

بينما شفق كانت واقفة مع مي في الصالة وتتبادل معها أطراف الحديث بوجهٍ مبتسم، والسعادة قد احتلت قلبيهما هما الاثنين؛ فهن عروس اليوم وكل واحدةً منهن كانت ترتدى فستانًا أبيض اللون لكن لكل واحدة منهن طلتها المختلفة وجمالها الآخاذ، حيث شفق كانت رقيقة وبريئة كحلوى في يد طفل صغير، ومي كانت طلتها مرحة كما روحها المتهورة و السريعة..
وجدت شفق كف قوي يمسك ذراعها بقوة ليجعلها تنظر إليه ف نظرت هي إليه بكامل صدمتها ودهشتها وعندما رأت وجهه قالت بغضب وصوتٍ عالٍ نبع من كرهها الشديد لهذا الشخص وعدم تحمُّلها لرؤيته خاصةً في هذا اليوم المميز: "أنتَ ايه اللي جابك هنا؟؟" لم تفهم مي من هو ولا أحد من الحاضرين ثم فجأة تلقت شفق صفعة من هذا الشخص جعلتها تقع أرضًا بضعف سكن روحها قبل جسدها !

انتبه الجميع لصوت الصفعة الذي دوى كصوت القصف فى بلدةٍ آمنة ليحل بعدها الفوضي والتشتت، كل من كان يجلس وقف مدهوشًا من الموقف ! ف الموقف كان غريبًا للجميع.. رجلًا في أواخر العقد الخامس من عمره زين الشيب رأسه، نحيل الجسد نوعًا ما بسبب المواد المخدرة التي أصبحت جزء أساسي في حياته وكأنه تغافل عن كونها شيء من المحرمات التى سيحاسب عليها، يظهر فجأة من العدم ويضرب عروس اليوم كف مثل هذا !!! عين الحضور كانت تتسائل نفس السؤال وهو (مَن هذاا؟؟) ليجيب هو على سؤالهم هذا ويريح فضولهم بقوله لها بصوتٍ عالٍ امتلأ بالقسوة: "وكمان ليكي عين تقوليلي ايه اللى جابك هنا؟؟ ما صحيح، ما انتى واحدة مـش متربيـة وإلَّا مكنتيش اتجوزتى من ورا ابوكي! خلاص موتتيني بالحيا يا بنت سعاد؟"

في الشرفة..
نظر احمد لأسفل بتفحص غير مدرك لما يصير بالخارج مع زوجته ..وآخيرًا ها هو رجل التوصيل قد وصل ومعه هذا الشيء الثقيل..

أخرج احمد المال من جيب بنطال حلته السوداء التي لاقت بهِ وبوسامته البريئة، ثم أمسك بالسلة المعقودة بحبلٍ طويل، ووضع بداخلها المال ثم قام بإنزالها للأسفل بتروٍ من خلال الحبل مع إبتسامة واسعة زينت محياه، أخذ الرجل نقوده ثم وضع الشيء الذى معه ..

رفع أحمد السلة وعندما وصلت لعنده أخرج هذا الشيء ونمت ابتسامة على ثغره أكثر إتساعًا وهو يقول لنفسه بإرتياح: "خليه هنا دلوقتى وهبقى أوريه لشفق بعد كتب كتاب مى وعمر بإذن الله ".. ومع نهاية جملته تحرك ليضعه على الأرض فى زاوية ما بالشرفة بهدوء ووضع عليه قطعة من القماش حتى لا تكون ظاهرة، ثم هندم ثيابه جيدًا وتنفس الصعداء مبتسمًا بسعادة وأستعد ليخرج لهم بهيبته المعتادة..

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن