12- عمر

48 6 5
                                    

جاء فى الحديث النبوي الشريف: روي الشيخانِ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة علي ميقاتها، قلتُ: ثم أي؟ قال: ثم بِرُّ الوالدينِ، قلتُ: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله (البخاري: حديث 527/ مسلم: حديث 85).
نبدأ البارت بسم الله ♥️✨🦋
________________

فى منزل صِبا ..
كان هذا اليوم عطلة صِبا من عملها، فكانت تجلس فى الصالة حتى جائها إتصال، فأردفت متذمرة :
"حتي يوم أجازتى التليفون مبيفصلش!!" ..ثم جلبت الهاتف لترى رقم مجهول يتصل بها، ترددت قليلًا قبل أن تجيب لكنها أجابت على المتصل :
"ايوا.. مين معايا؟"

الرجل على الهاتف: " المهلة قربت تخلص على فكرة ..أظن أننا حذرناكى !"

ميزت صِبا صاحب الصوت بسهولة، ثم أردفت بهدوء :
" 3 أيام بس."

"تمام ..قدامك 3 أيام بسس" ..أردف بها الرجل، ثم أغلق الخط..
لترتمى على الأريـكة معلـنة علـي نفسها الهزيمة ...الهزيمة من أشياء ليست لها اليد بها.
وجدت جرس الباب يرن، فذهبت ترتدى حجابًا بسيط على رأسها لترى من الطارق!
ثم قامت بفتح الباب، لتجد دهب تدفعها بـ كتفها، وتدلف إلي الداخل بدون إستإذان!! وهى تردف بإمتعاض :
"عمالة ارن الجرس لحد ما كان هيتحرق ! ايييه كل دا مش سامعة!؟"

جلست صِبا بجانبها بعدم إكتراث، مردفة ببرود : "مكنتش سامعه"

فحصت دهب أذن صِبا بإهتمام واضح، ثم اقتربت قليلاً منها، ووضعت فمها بقرب أذنها لتصرخ بقوة

"وداااانى يا بنت الناس ال ...المؤمنين!! ،طبلة ودنى اتخرمت حسبى الله" ..قالتها صِبا بإنفعال وتهكم، وهى تضع يدها على أذنها مدلكة إياها.

"طب ما هى شغالة اهي اومال مالك ؟"

"عايزة ايه من أمي يا دهب؟" ..استفهمت صِبا بحنق، وهى تمسح وجهها بيديها بنفاذ صبر.

"مالك؟!"

"ملييش"

"لا بقولك ايه انا مش حبيبك؛ عشان كل ما اقولك مالك تقوليلى مليش"

".."

"يلا قوليلى مالك حالًا بالًا فالًا وتفضفضيلى."

قصت عليها صِبا كل شيء يزعجها من أول الجواب الورقى الذى تلقته إلي الرسائل اليومية واخيرًا الاتصال الذى تلقته قبل قدومها مباشرةً.

"طب وقولتى لشفق علي الحوار دا !!؟" ..استفهمت دهب مسترسلة، بعدما أنصتت جيداً لحديث صِبا.

"لا ..هقولها بعد ما تخلص إمتحانات عشان مشغلش بالها على الفاضى" ..قالتها صِبا بهدوء، وهى ترخي أعصابها قليلًا.

تأملت دهب ملامح صبا بحزن وشفقة لأجل صديقتها التي بدى الحزن واضحًا على معالمها وكأن كل شيء تحالف ضدها وها هى صِبا كالعادة مثل الخيل الجامح تحارب وحدها في ساحة المعركة وبدون سلاح! منذ صغرها وهى تعاني ف متى سترتاح من تلك المعاناة التى كتبت عليها !! مسحت دهب دمعتها من على خدها بسرعة قبل أن تلاحظها صبا ثم قالت لتغيير الأجواء قليلًا:

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن