13- مي

39 7 2
                                    

روي أبو داود عن أبي سعيد الخدري : أن رجلاً هاجر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال: هل لك أحدٌ باليمن؟، قال: أبواي، قال أذِنا لك؟، قال: لا، قال: إرجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذِنا لك فجاهد، وإلا فبَرَّهما (صحيح أبي داود للألباني _ حديث 2207).

بسم الله توكلنا علي الله ..✨♥️
            _________________

كان أحمد وصِبا يتناقشان في أمر الصفقة، حتي تصنم أحمد فى كرسيه، ولم يتفوه بحرف بعد الذي رأه!

"أستاذ أحمد.. حضرتك معايا؟؟" ..أردفت بها صِبا مسترسلة، عندما وجدت أحمد صامتًا وشارد تمامًا، مصوب نظره على مكانٍ ما. نظرة لا تبشر بالخير ابدًا!

لم يُجيب أحمد على سؤالها، بل ترك طاولتهما بأكملها كالعاصفة، متجِهًا للمكان الذى كان ينظر عليه.. والمكان هو الطاولة التى يجلس عليها كلًا مِن ''أختُه مي'' و ''خطيبها عمر''.

وقفت صِبا في مكانها لا تدرى أتذهب خلفه أم تظل فى مكانها؛ حتى لا تتسبب فى مشكله ليست لها علاقة بها.. لكن هيئة أحمد كانت مخيفة، وكأنه سوف يرتكب جريمة ما الأن، فأسرعت خلفه ..
وقف أحمد أمام الطاولة الخاصه بهما، ناظراً لعمر بإبتسامة متهكمة، ساخراً : "دى داليا صحبتك ؟! ..لا بس حلوة اوي داليا دي!!" ..وقف عمر بضيق، مردفاً بإحراج معترضاً :
"أحمد !.."

قاطعه أحمد يقول بصوت منخفض؛ حتي لا يثير الجدل فى الكافيه : "أحمد إيه بس، أحمد إيه!! هو انتَ خليت فيها أحمد!" ..ثم أمسك بـ مرفق مي هامسًا لها بحده : "كلامنا في كدبك عليا دا هنكمله في البيت.." ..لم تنطق مي بحرف واحد لشعورها بالخطأ الذى أرتكبته، وكانت صِبا واقفة لا تدرى ماذا تفعل! حتي قررت إن وجودها ليس له داعٍ، فحثت نفسها على المغادرة، ولتقابله مره أخرى ليكملا عملهم، لكنها وقفت عندما وجدت أحمد ينظر لعمر بتحذير قبل أن يغادر، ليردف عمر بتهكم، وصوت عالى متعجرف : "أنا خطيبها ومقابلها فى الكافيه ..فين الغلط في كدا ؟!" ..ما إن إنتهى من جملته حتى وجد أحمد يترك يد أخته ليمسك بـلياقة قميصه، مردفًا بهمس مُخيف وصَل لمسامعه، وبدأت صِبا تحاول فض النزاع الذي حل بينهم؛ حتى لا تتضخم المشكله أكثر من ذلك : "ايوا بقي رجعنا لإسطوانة دى خطيبتى!! ..خطيبتك متحللكش يا حليتها.. لسه مبقتش حلالك، وطالما هى لسه خطيبتك، ولسه في بيت أبوها يبقى ملكش الحق أنك تقابلها لوحدكم أو تلمس إيديها كدا... انتَ فاهم !" ..تركه أحمد بعنف، ثم أكمل يزمجر بتهديد : "هتيجى بليل عشان تاخد شبكتك"
أبتعدت صِبا عنهما بعدما تركَ أحمد ثياب عمر ،،ثم أمسكت مي بـ يد أخوها تترجاه :"أحمد بلاش عشان خاطرى ..انا بحبه" ..نظر لها أحمد ثم أردف :"يلا ..هنكمل كلامنا فى البيت قولتلك.. الناس بتتفرج علينا" ..كادت صِبا ان تغادر، وأحمد ومي أيضًا كادوا أن يغادروا، لكن أوقفهم عمر مردفاً بغل : "والله قبل ما تلومني انا واختك ..شوف نفسك وانتَ قاعد مع بنت لوحدكم فى الكافيه وبتحبوا في بعض!" ..تلقي عُمر لكمة قوية في فكِه، حتى إنها أوقعته مسطحاً على الأرض.
أردف أحمد بصوت منخفض :" يارب الوقعة دى تعلمك ازاى تفكر ثانيتين بس قبل ما تنطق !" ..ثم نظر لصِبا مردفًا بإعتذار : "أسف جدًا على كلامه يا أنسة صِبا ..ممكن نبقى نكمل الصفقة دي وقت تانى معلش!."

سَهمٌ وقَع في الفُؤادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن