▪︎CHAPTER 2▪︎

121 4 2
                                    










《# فخٌّ مُتقن》








عند بطلنا وصديقه... أصبحَ الجو غائما حولهم... وبات المطر يهطُل على شكل رذاذ... حينما هدأ الوضع فيما بينهم وعمّ الصمت قليلا ، ذكر ليام رفيقه وقال: " ألا يُزعجك قول ماضيك؟ او الحوادث التي حلّت بك؟. "

ردّ عليه ببرود وبإبتسامة: " لا... لا يُزعجني ، ربّما لأن قلبي مات مع والداي لذلك لا أشعُر بشيء ، بأيّ حال... ما رأيك بأن ننال قسطا من الرّاحة لأنهُ لدينا عملا طويلا غدا. "

ثم نهض من مكانه وتربّع في خيمته ، يُزعجه الأمر ، ويتألّم حينما يذكر الحوادث التي حدثت بحياته ، ولكن باسم من النوع الذي يُكابر ويُريد أن لا تهمّه هذه الأشياء لدرجة أنهُ يودّ الحديث والبوح عنها بإستمرار لكيّ ينساها ويكون الأمر عاديّ بالنسبة إليه ، أما ليام بقيَ مكانه ملمّا ركبتيه لصدره مستمتعا بمنظر الشلّال الذي يتدفّق أمامه قائلا: " حياتنا ليست سهلة يا رفيقي... والدنيا بأكملها ليست عادلة... بحثنا عن الحب رأينا الألم... بحثنا عن الراحة رأينا القبر... مؤلمة للغاية هذه الحياة... لا تُنصف ولا تعدُل في حُكمها... دوما تظلم... دوما تنهب الحقّ ، تنصُر الباطل... يا لها من حياة. "

للوراء مُجددا... عند جميلتنا التي جلست على كرسيّا خشبيّ في نفس الغرفة تلك وأمامها الرجل الذي حاولت معرفة ما يعرفه... قالت وهي تعبث بالسكّين كمن تُحذّره: " هيّا تحدّث إنني أستمع لك ، مالذي يفعله الخنجر الذي قتل الشيخ عيسى معك؟ وأنت وسيط من؟ تحدّث بسُرعة او جعلت دمائك تخرُج من جسدك كأنها صنبور مياة. "

تنحنح بهدوء وقال: " الشيخ عيسى كانَ قويّا للغاية... ربّما ليس جسديّا ولكن عقليّا حتما. "

سخرت قائلة: " يا للروعة... لقد إختفت التأتأة؟!. "

توتّر وقال: " كلّا ليس ه-ه-ه هكذا... حينما أ-أ-أ أتوتر أقوم ب-ب-ب بالتأتأة. "

ردّت عليه: " فهمت... حسنا من الذي قتل أبي عيسى؟. "

إنصدم بقول: " أبيك؟ ولكن الشيخ عيسى لا يمتلك فتيان او فتيات. "

تنهّدت بعمق وأردفت: " ليسَ والدي صلة دم... وإنما هو من قام بممارسة الأبوّة لي. "

أجابها: " لقد فهمت... أعتقد أن فرسان المعبد قتلوه... لأن هذا الخنجر يحوي رمزهم... كنت أكتب هذا الخطاب لأحدهم لكيّ أرسله مع الخنجر لأنني أُمٍرت بذلك. "

حدّقت بعيناه ومُقلتيها متوسّعة لتقول: " أُمِرت؟ وضّح أكثر. "

توتّر من نظراتها الثاقبة فقال: " لا أستطيع... س-س-س سيقتلوني إن ق-ق-ق قلت لك. "

سلاطين العَقيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن